الفيحاء (جعجعة بلا طحن)!
ليس عيباً أن تدخل معتركاً/ ميداناً للمنافسة وبجعبتك جوقة من الأماني والطموحات الذاتية فتلك ميزة تضفي القوة والإيجابية على العمل، مقابلها ـ عكسها ـ "الجعجعة" أو "الهياط" بالمفهوم المتداول وهو الوصف الأدق لكثرة الحديث والوعود الهلامية أو "الصياح" قبل عمل أي شيء!..
جميعا شاهدنا ضيف الدوري الممتاز الجديد "الفيحاء" الفريق الطموح القادم من "المجمعة" والذي تأهل لأول مرة في تاريخه إلى دوري الأضواء، كيف بدأت استعداداته مبكراً لهذا الميدان بعمل معسكر خارجي وجوقة من اللاعبين المحترفين الذين ضمهم بغية تقوية ساعد المشاركة الأولى في دوري المحترفين، صفقات محلية وخارجية أبرمها "البرتقالي" بغية أن يشار له بالبنان بالميدان الصاخب والذي زادت قوته وإثارته هذا الموسم بعد زيادة غلة المحترفين الأجانب لكل ناد بكافة المراكز!..
وهو نفسه أكثر ناد نجح بالتعاقد مع لاعبين جدد بالميركاتو الصيفي، خليط من الشباب وأصحاب الخبرة والذين من بينهم أسماء كان لها دور حيوي بأنديتها كعبد المجيد الرويلي وعبد الكريم القحطاني وطلال مجرشي.. وغيرهم لكننا لم نرَ منهم أي بصمات إيجابية، المباراتان الماضيتان أمام الهلال والاتحاد واللتان خسرهما البرتقالي جميعهما!..
فالمحترف الأجنبي "روني فيرنانديز" والذي ظهر بشكل أفضل فنياً شوه ملامح تفوقه بحركة "الداب" المنهي عنها مجتمعياً وتربوياً بالمجتمعات الإسلامية المحافظة لكنه يبقى أفضل السيئين!..
تشخيص الوضع لخصه أولو الأمر في النادي بالأخطاء الفنية، وعدم الانسجام وهو تفسير غير مقنع ولا منطقي إطلاقاً، فالأخطاء قد تأتي من مدرب مغمور يجهل الدوري السعودي فما بالك بمدرب عمل في دورينا سابقاً مع التعاون ولديه تصور كامل عن طبيعة المنافسات والأندية! وبالنسبة لقلة الانسجام فما مغزى المعسكر الإعدادي للاعبين إن لم يخلق انسجاماً وهارموني بينهم؟!..
الفيحاء وهو يقبع بمؤخرة الترتيب وينافس الفتح المتذيل على مكانه بالترتيب إن استمر على ذات المنوال بنزيف النقاط فلن يبقى وسيعود أدراجه إلى دوري الأولى "مكانه الطبيعي" "إذا لم" يتدارك الوضع ويصلح أخطاء البداية الفنية المتعثرة بفترة التوقف! بالذات أخطاء الملهاة الشكسبيرية الكبرى "جعجعة بلا طحن"، والتي حدثت بمباراة الاتحاد والتي كان بطلها بلا منافس الروماني "جالكا" والذي تفرغ لتقزيم فريق كبير بتحد بلا عدة "فنية" ولا عتاد "نفسي" بالملعب!..
ويجب أن يدرك القائمون على الفيحاء أن المهمة ليست بالمستحيلة ليشكلوا بصمة إيجابية لهم في الدوري أو على الأقل البقاء ضمن المنطقة الدافئة أو حتى قمة الترتيب ولا مستحيل، وليكن قدوتهم "الفتح" وهو الذي سبق وأن صعد للممتاز لأول مرة في 2009م بعد 51 عاما من تأسيسه، وحقق إنجازه التاريخي الفوز بالدوري السعودي للمحترفين 2012ـ2013م وحقق لقب السوبر السعودي كأول فريق سعودي يحقق ذلك وشرف الوطن بكثير من المناسبات القارية والخليجية!..
كما أضرب مثلاً بفريق "ليستر سيتي" النادي الذي عاد إلى الدوري الإنجليزي الممتاز بعد غياب 12عاماً موسم 2014ـ2015م بقيادة كلاوديو رانييري، واعتبر الحصان الأسود بالبريميرليج 2015ـ2016م حيث فاز باللقب الأول له لأول مرة في تاريخه كونه وجد عوامل مساعدة كالمدرب الداهية العجوز "رانييري"، واللاعبين الأكفاء أصحاب الهمة والروح الوثابة والذين من بينهم العربي الجزائري.. "رياض محرز" أفضل لاعب بموسم البطولة، ولا مستحيل مع جلد منفوخ يستدير كل يوم فيدير معه "رؤوس ونفوس وضمائر" ـ عفواً ـ ألقاب وألباب ونتائج!..