رسالة من شاب
على ضوء مقالي أول الناس وآخر الناس، وحثّي من خلاله للشباب بالعمل وبذل الجهد، ووردني عدد من رسائل الإشادة والثناء على المقال من الشباب وأن من بدأ منهم التركيز على عملهم بجدية مع الصبر فإن النتيجة كانت جيدة، لكن من جهة أخرى كانت هناك رسائل تحمل تساؤلات أطرحها هنا من واقع ما ورد إليّ ،حيث تساءل البعض عن كيفية تشرب الفرد للهم العام، وهو نتاج أخطاء في التخطيط، حيث المعاناة من البطالة ورحلة البحث عن عمل.
حيث يقول أحدهم: إننا خرجنا من التعليم العام الضعيف والحاث على طلب المادة وغرس الحفظ والتلقين وتكرار التعليمات دون الاهتمام في زرع السلوكيات الأخلاقية المناسبة، ومثل ذلك التعليم العالي الذي يخرج الشاب بمهارات ضعيفة تبقيه أسير البطالة، حيث لا حاسب ولا لغة أجنبية ولا مهارات حياتية وتعليمية.
ويضيف آخر قائلاً: هناك قرابة المليونين من العاطلين والعاطلات، وقد قبل حافز نسبة بسيطة منهم وبشروط معقدة، ناهيك عن العوانس اللواتي يبحثن عن عمل وكلما فتحت بارقة أمل وقف من يحرم ويحلل ويضيق فرصهن، ومنهن مطلقات وأرامل جار عليهن الزمان وبحاجة للعمل.
ويقول ثالث: إنه عمل في المصارف والاستثمار عدة سنوات ومما تعلمه بأنك عندما تخطط لعمل ما وينتهي العام وتجد أن الميزانية المرصودة لهذا العمل فائضة بأكثر من 20 بالمئة فإن هذا في علم الإدارة فشل في التخطيط وفي الدراسة والبحث وأيضاً يعتبر فشلاً في التطلع وحدث هذا في شركة نفطية أمريكية سنة ١٩٩٦م، حيث قام المساهمون بالتصويت لإقصاء رئيس مجلس الإدارة ذلك أن الفائض الكبير يعرض المنشأة لمخاطرة عالية وأن هناك سوءاً في التخطيط والإدارة لم تصرف فيه الميزانية بالشكل المطلوب وبقي فائض، بينما هناك حاجة كبيرة لدعم مشروعات التوظيف والبناء والمعمار بالشكل المطلوب.
وأقول هنا للشاب: أما عن التعليم فأتفق معه، وهناك ضعف واضح في المخرجات وبيئة مدرسية غير فاعلة، ولهذا اهتم خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بتطوير التعليم، فيرد الشاب بأن سنوات المشروع تسير ولا نرى إلا مشروعات في الإعلام وتصريحات ورواتب ومكافآت كبيرة وندوات ولكن دون شيء ملموس.
أما الميزانية فغريب أن هناك مشروعات ترصد ثم تنتهي السنة المالية، وهناك الكثير من التعثر وهذا يعني ضعف في الأداء والإنجاز.
ولا شك أن البطالة مشكلة كبرى كان حافز أحد الحلول، ولكن ماذا عن المحتاجين فعلياً وهم من تعدى الخمسة وثلاثين عاماً بلا زواج ولا وظيفة مع فراغ قاتل ودخل منعدم.
وأرى أن يصرف حافز لكل من هو في سن العمل أيّ حتى الستين عاماً، حيث هناك من تزوج ولديه أطفال ثم فقد عمله لسبب أو لآخر فهو أحق بحافز من غيره، وجميع هذا لا يعفي بعض الشباب من تحمل المسؤولية والعمل حتى في التجارة لأن تسعة أعشار البركة في التجارة شريطة أن تنشط وزارة التجارة في محاربة التستر الذي سيطر على الكثير من مجالاتها، وأصبح المواطن محارباً من قبل هؤلاء الوافدين الذين يتعاضدون سوياً في محاربة المواطن حتى يخسر ويترك المجال لهم.