يمهل ولايهمل
في ليلة مقتل الهالك القذافي تذكرت أيام الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية وصلواتنا ومحاضراتنا في المركز الإسلامي في إيست لانسغ حيث يجتمع الطلبة العرب والمسلمين في نسيج موحد جميل يوحدنا الدين ونتعاضد في ترشيد بعضنا البعض ويتم دعوة محاضرين من الدول العربية لتفقيهنا في الدين وكان مرتادو المركز من كل بلد إسلامي يدرسون كافة التخصصات وكان معنا مجموعة من المهاجرين الذين جاؤوا للدراسة ولكنهم استقروا في أمريكا وأصبحوا من النشطاء في المركز ومن القائمين عليه في ظل انفتاح أمريكي تجاه حرية العقيدة بل ويدعمون المناشط والمراكز فتكون مصاريف الخدمات مجانا لاحترامهم الأديان وفق دستورهم وهذا كان في 1987أي قبل 11 سبتمبر وما تبعها .وكان من هؤلاء المستقرين هناك مسلم ليبي محبوب من الجميع لنشاطه وتواضعه وطيبته وحسه الإسلامي الطيب وكان يحدثنا كثيرا عن معاناة الليبيين على يد الطاغية القذافي مما دعاه للدراسة والعمل والاستقرار في ولاية مشجن الأمريكية وكان كثيرا ما يردد بأن لهذا الطاغية يوم سينتقم منه الله عز وجل قدم هذا اليوم أو تأخر.. وكان يقول بأنه قد نذر نذرا بأنه إذا بشر بمقتل القذافي الذي نكل بالليبيين فأنه سينحر بعيرا ويوزعه على الفقراء والمحتاجين ولكوني لم أنس هذا الرجل ولا نذره فقد كنت أتابع أحداث ليبيا وقد نسيت حتى اسمه فاتصلت بعد هلاك القذافي بالأكاديمي العزيز د.محمد قروان المستشار في مدينة الملك عبدالله للطاقة المتجددة والمتخصص في الفيزياء النووية وأحد أنشط الزملاء في العمل الخيري والإنساني آنذاك عن اسم الرجل فذكرني باسمه وأنه لا يوجد معه أي تواصل وهنا أتذكر هذه الحادثة و على أن وعد الله عز وجل حق وأنه يمهل ولا يهمل وأن مصير كل ظالم العقاب الشديد حيث قتل القذافي بهذه الميتة السيئة ولعل الأخ خليفة قد نحر بعيره ووزع اللحم على فقراء ليبيا وأكيد ربما هو الآن في طرابلس أو بنغازي يسهم في تعمير البلاد وإعادة نهضتها .