عقارب الساعة
(تقتل) دورينا
لا أدري على أي أساس لاتزال لجنة المسابقات في اتحاد الكرة السعودية متمسكة بفكرة تطبيق نظام عقارب الساعة في وضع جدول مباريات الدوري، وهو في نظري نظام سخيف وعقيم، ومن حقي أن أتساءل: ما هي علاقة جدولة مباريات هذا الموسم بترتيب الفرق في الموسم السابق؟ وللأسف هذا عملنا به منذ أن عرفت انطلاقة الدوري السعودي في أول سنة له وحتى عندما طبق المربع واستمر عندما عدنا إلى نظام النقاط ولازلنا متمسكين بهذه العقارب حتى دخولنا عصر الاحتراف.
ألا يوجد في العالم نظام آخر غير عقارب الساعة؟ ولماذا لا نضع جدول الدوري حسب مقتضى الحال؟ وأن لانفرض على الفرق خوض ثلاث مباريات مبكرة وقوية ومتتالية من الوزن الثقيل كما حدث للأهلي بعد استئناف مباريات الدوري الذي وضعته عقارب الساعة في موقف لايحسد عليه باللعب ثلاث مباريات قوية وصعبة أمام الاتفاق ثم الشباب ثم الهلال، في الوقت الذي خاضت فيه بعض الفرق مباريات سهلة، فالاتحاد مثلا لعب مع الصاعدين الفتح والقادسية ومؤجلة الرائد الذي كاد أن يودع الدوري الممتاز في الموسم الماضي.
إن استمرار نظام عقارب الساعة وهو المعمول به لدينا منذ سنوات طويلة جدا لن يخدم برمجة وجدولة مباريات الدوري، ولأنني لا أتحدث من فراغ فالأمثلة على سوء هذا النظام كثيرة وليس لها حد وكأنها تعاقب الفريقين الصاعدين للأضواء بوضعهما في مواجهة مبكرة مع بطل الدوري السابق ووصيفه.. وما هو المانع لو أن أول مباراة في الدوري كانت بين الصاعدين مثلا لنفتح شهية أحدهما بفوز مبكرعلى الآخر يرفع معنويات الفائز ويعطي المباراة نوعاً من التكافؤ.
أيضا سبق أن تحدثت عن نقطة أخرى في مباريات الدوري حدثت في الموسم الماضي، وهي تحديد ملاعب المباريات. فقد حدث في الموسم الماضي أن لعبت فرق الرياض الثلاثة الهلال والنصر والشباب خارج الرياض في جولة واحدة، وكذلك الأهلي والاتحاد خارج جدة في جولة واحدة، وستحدث هذا العام في الشرقية على اعتبار أن القادسية أصبح الفريق الثاني في المنطقة مع الاتفاق، كيف نحارب الحضور الجماهيري والمتعة وتوزيع المباريات بالعدل والتساوي من حيث الملاعب والقوة من أجل عيون (عقارب الساعة) وكأنه نظام مفروض علينا وملزمين به وليس له حل بديل.
سألني الكثيرون: لماذا أتحدث دائما عن البرمجة والجدولة وتوقيت انطلاق المسابقات المحلية؟ أقول لكل من يتساءل: أكرر الكلام لأن البرمجة هي مربط الفرس في نجاح المسابقات المحلية التي يتوقف عليها نجاح وقوة المنتخب السعودي، الذي أجزم أنه سقط من جسر البحرين بسبب لجنة المسابقات.
ولازلت أذكر أن المنتخب السعودي سقط بشكل فاضح في مونديال 2002م وكانت البداية مع ألمانيا والثمانية الشهيرة التي حملتها ولازلت أذكر في ذلك الوقت لجنة المسابقات بسبب أنها أقامت نهائي الدوري بين الاتحاد والهلال قبل سفر المنتخب إلى المونديال، ويومها حدثت خلافات شخصية بين لاعبي الاتحاد والهلال في معسكر المنتخب فكانت الثمانية والسبب التوقيت السيء لنهائي الدوري في وقت كان فيه لاعبو الاتحاد والهلال يمثلون 80% من قائمة المنتخب.
هل عرفتم أهمية البرمجة وأنها الأهم في إنجاح المسابقات المحلية؟ حتى بعد خروج المنتخب من مولد تصفيات كأس العالم بلاحمص عادت لجنة المسابقات من جديد إلى سياسة (شخبط شخابيط) وقدمت وحذفت وأخرت بحجة مشاركة الاتحاد آسيويا ومشاركة النصر والاتفاق خليجيا وكأنها مواعيد مفاجئة. صدقوني لن يتطور المنتخب إذا لم يعد النظر في تنظيم المسابقات المحلية بداية من الدوري ومرورا بمسابقة كأس الملك للأبطال وكأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل، المهم أن تكون مريحة للاعبين والجماهير وليست مجرد بطولات تقام كيفما شاء.. وقبل أن أودعكم لن أنسى إقامة 11 مباراة في يوم واحد في مسابقة كأس فيصل.