العملية نجحت لكن المريض مات
كلما حاولت أن أتراجع عن آرائي في التحكيم المحلي لمباريات كرة القدم السعودية في الدوري وفي جميع البطولات المحلية ولو من باب الوطنية أو الوقوف مع حكامنا المحليين.. أجد نفسي يوماً بعد يوم أكثر إحباطاً بإفسادهم لمتعة المباريات بإلغاء أهداف صحيحة واحتساب ضربات جزاء وهمية وطرد لاعبين بدون وجه حق أو مجاملة نجوم يستحقون الطرد ولا نشاهد لهم البطاقات الحمراء .. والكيل بمكيالين للأسف هو ديدن وشعار التحكيم المحلي بعكس الحكم الأجنبي الذي يصل إلى مدينة المباراة قبلها بليلة ويغادر بعد المباراة إلى بلاده بالسلامة بعد ساعات من نهاية المباراة دون التأثر بخلفيات سابقة أو معرفة المباريات المقبلة لطرفي اللقاء أو هوية اللاعبين المهددين بالإيقاف .. إنه يحكم بدون ثأثر بايت أو موقف سابق مع لاعب أو فريق معين أو معاقبة فريق رداً على تصريح رئيس ناد .. وهذا للأسف هو ما يحدث لدينا.
وفي مباراة الهلال والوحدة كاد الفريق الهلالي أن يدفع ثمن خطأ فادح ارتكبه مساعد الحكم (محمد حامد الغامدي) بإلغاء هدف هلالي صحيح وواضح وضوح الشمس في عز النهار عندما صوب ويلهامسون كرة ارتطمت بالعارضة الوحداوية وتجاوزت خط المرمى بأكثر من متر .. وأعتقد أن مساعد الحكم والذي سبق له الحصول على لقب أفضل مساعد في قارة آسيا كان محظوظاً بتسجيل الهلال لهدف ثالث وخروجه فائزاً وربما كان في موقف لا يحسد عليه لو أن الوحدة خرجت متعادلة بهدفين مع الهلال.
والغريب في قرار محمد الغامدي أنه ألغى الهدف وهو الأقرب من جميع الموجودين في الملعب للمشهد .. وأكبر دليل على تصرف محمد الغامدي الخاطئ أنه تعرض للانتقاد من رئيس الوحدة عبدالمعطي كعكي وهو رئيس الفريق الخاسر .. ناهيك عن الانتقاد من رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد .. فماذا نقول عن حكم لم يرض عنه لا الفائز ولا الخاسر؟
وأذكر الجماهير والقراء بموقف مشابه للحكم المساعد الغامدي عندما كان مساعداً للحكم معجب الدوسري في نهائي الدوري بين الاتحاد والأهلي والذي انتهى اتحادياً بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مباراة تعرض فيها الأهلي إلى ظلم شنيع قبل سنوات .. ويومها أذكر أن عيون محمد الغامدي كانت أقوى من عيون (زرقاء اليمامة) عندما طلب من معجب طرد لاعب الأهلي في ذلك الوقت إبراهيم سويد رغم أن الغامدي كان على بعد أكثر من 200 متر وكان مكانه عند الدرجة الثانية والحالة حدثت على مقربة من مقاعد الاحتياط ولا أدري كيف شاهد الغامدي في ذلك الوقت حالة سويد .. ولم يشاهد كرة ويلهامسون التي كان الأقرب لها وصاحب القرار الأمر الذي أخرج ويلهامسون عن أعصابه وهو اللاعب المعروف بعدم مناقشة الحكام.
وتكريساً لمبدأ وشعار التحكيم المحلي بتعويض الخطأ بخطأ آخر وأستند في هذا الرأي على ما قاله الخبير التحكيمي عمر المهنا في القناة الرياضية السعودية مساء أمس الأول بأن ضربة الجزاء التي احتسبها حكم الساحة عبدالرحمن العمري لصالح ويلهامسون لم تكن صحيحة .. وهذا يعني أن العمري أراد تعويض الهلال وترقيع خطأ محمد الغامدي .. وطبعاً هذا مبدأ مرفوض في التحكيم.
وبعد مباراة الهلال والوحدة بساعات قليلة .. تكرر سقوط التحكيم المحلي في جدة في مباراة الاتحاد والرائد فظهر أبوزندة على الساحة من جديد .. وأنا لن أقول رأيا ولكن هل يعقل أن رئيس الرائد فهد المطوع والمشرف على الفريق ولاعبي الرائد كلهم اتفقوا على أن أبوزندة ظلم فريقهم بإلغاء هدف وعدم احتساب ضربة جزاء .. حتى بعض الاتحاديين الذين لديهم مواقف سابقة مع أبوزندة انتقدوا قراراته في المباراة.
لقد بح صوتي وجف حبر قلمي وأنا أكرر .. لست ضد التحكيم المحلي فهم مني وأنا منهم .. لكن المصلحة العامة أهم من كل شيء وأتمنى من اتحاد الكرة أن يدعم فكرة الاستعانة بحكام أجانب وذلك بالعودة من جديد لاستقدام حكام على مستوى عال من دوريات قوية مثل الدوري الإيطالي والإسباني .. واستغرب أن هناك من يعمل لإفشال فكرة التحكيم الأجنبي التي نجحت وأراحت اتحاد الكرة من صداع مزمن باستقدام حكام أجانب متواضعي المستوى وكأن هناك من يريد أن يحارب أي فكرة ناجحة.
أما ردي على الأخ العزيز عمر المهنا وهو يقول إن رؤساء الأندية يهاجمون الحكام المحليين ولا يهاجمون الحكام الأجانب فأقول له ببساطة .. والحكم السعودي ينجح في البطولات الخارجية والدوريات الأخرى لأنه أجنبي في نظرهم .. ولا أقول عن التحكيم المحلي إلا أن العملية نجحت لكن المريض مات.