العيد.. شيء من الحزن
في العيد..
ـ أستعيد من الذاكرة كثيرا من (الخيبات) و(الخيانات) والجحود.. وكثيرا من الحزن.
ـ في العيد..
أشعر بلذة الحزن.. ونشوة البكاء.. وعذوبة الدمع.. وأقرأ نفسي جيداً كما لم أقرأها من قبل.
ـ في العيد (أقبّل رأس أمي) العابق بالرياحين والبخور والمسك والعنبر..
ـ في العيد.. أذهب للمقبرة.. أزور والدي.. وأعمامي.. وإخواني وأبناء عمي.. وأصحابي.
ـ في العيد أضطر (مجاملة) أن أصافح الكثير من الأيادي (...) وأوزع ابتساماتي الصفراء وسط الوجوه (...) و(...).
ـ أصافح أولئك (...) الذين خذلوني وطاردوا نجاحاتي وشتموني(!!)
ـ كنت أعتقد أن (التسامح) قيمة إنسانية.. لكنها في مواقف أخرى (حالة ضعف) وانحناء.. و(إذلال).
ـ في العيد ..
أُقبِّل هامة (أمي)
فتورق في شفتي مواويل الفرح حيث (أُعلِّم) الأغبياء الفرق بين من يعيش (الحياة) وبين من يصنعها..
ـ في العيد.. حتى وإن كان موسماً للفرح.. إلا أنه بالنسبة لي موسم للحزن والبكاء.
ـ من عيد إلى عيد تمضي بنا (الحياة) وتمضي بنا (الدروب) وكأن هذا الطريق ليست له نهاية.
لا ندري ـ سبحان الله ـ إن كان هذا الطريق يمشي.. أو (هو) يمشي بنا!!
ـ في العيد أهنئ أمي..
عطر الأرض.. وريحة العالم.. وصرخة الكون.. وضياء القلب.. وشموس الوطن.. وعبق الغيم.. وعشب الحدائق.. ورعشة البرد(!!).
ـ في العيد ..
يلبس الناس أكفانهم البيضاء حيث يقول الشاعر السعودي.. طارق أبو عبيد.. في ديوانه (أفتش عن حزن وجهي):
ـ إِلْمسْ فَمَكَ!!
تحسّس ابتسامتك..
كي تُخبِرك
إن كنت لابساً ثياباً..
أم (كفن !!)
ـ هذا هو (طارق أبو عبيد) الذي قال عنه الدكتور غازي القصيبي:
ـ طارق أبو عبيد.. هو من استطاع أن يُحوِّل مفردات الحياة اليومية ـ المبتذلة إن شئتم ـ إلى شعر جميل وخيال مفتوح وأفق واسع..
ـ يضيف غازي القصيبي:
طارق أبو عبيد هو نزار الجديد.. لا يراودني شك أنه سيكبر.. وسيكبر معه شعره..
ـ في العيد.. تعلمت الكثير.. تعلمت عذوبة الحزن.. تعلمت أنه لا يوجد في القلب متسع للفرح حيث لم يعد في المحابر والقوافي ما يحفزنا كي نكتب عن (العيد)!!
ـ في العيد.. تبتسم وفي عينيك ألف دمعة.. فقمة الصبر أن تسكت وفي قلبك جرحٌ يتكلم.. احذر أن تتسامح.. فالتسامح حالة ضعف.
ـ ذات عيد.. قلت للصديق رجاء الله السلمي:
ارفع كفيك للأعلى.. أطلقهما للفضاء.. إن شئت.. وإن شئت فأطلقهما واحدة للحيتان والأخرى للريح.