لا تصدقوا الأمثال العربية
بعض الأمثال الشعبية المتداولة داخل المجتمع ليست قاعدة فيزيائية مطلقة.. تقول العرب: (مد رجليك على قد لحافك) هذا المثل في مجمله ليس صحيحاً على الإطلاق، هو مجرد مثل إن انطبق على حالة فليس بالضرورة أن ينطبق على كل الحالات والمواقف.
ـ الأمثال في مجملها ليست قوانين ثابتة كقوانين الرياضيات والكيمياء والفيزياء!
ـ الصحيح هو.. لماذا لا يتم تفصيل هذا (اللحاف) حسب طول أو قصر الشخص؟
ـ وسرير النوم الذي يلائم محمد الشلهوب أو إلتون قد لا يناسب ماجد المرشدي أو أسامة هوساوي أو وليد عبدالله.. وهذا مجرد مثال.
ـ في حال كهذه تسقط كثير من دلالات الأمثال.. كيف يمد وليد عبدالله قدميه في المعسكر في سرير صمم أصلاً للاعب بطول الشلهوب أو إلتون.. وإلا ستكون سيقان وليد عبدالله أو ماجد المرشدي أو رضا تكر خارج مساحة السرير.. الأمر بهذه الحالة يستدعي أن يكون النوم على الأرض أفضل في المعسكرات.
ـ في هذا السياق تقرأ الكاتبة السعودية جهير بنت عبدالله المساعد دلالات ومضامين المثل العربي القائل (رضا الناس غاية لا تدرك)!
ـ تقول الكاتبة: إن رضاء الناس يمكن أن يدرك والذين يصورون للناس حقيقة أن (رضاء الناس غاية لا تدرك) يخطئون كثيراً عندما يشيعون للناس أن إرضاءهم صعب أو هو مستحيل!
ـ وأن من يروجون لصحة هذا المثل إنما يريدون إيجاد المبرر لتقصيرهم وتقاعسهم وقصورهم عن أداء واجبهم.
ـ هؤلاء يريدون أن (يلخموا) رؤساءهم ويقنعوهم أنهم يعملون.. لكن الناس لا ترضى بينما هم ـ في حقيقة الأمرـ لم يقدموا نصف الواجب المنوط بهم كموظفين أو مسؤولين، يمارسون عملهم بقليل من الفاعلية وكثير من التباطؤ والتسويف والإهمال والتأجيل.. وفي كثير من الأحيان يتنصلون من أداء المسؤولية.
ـ تبقى المسألة ـ في النهاية ـ أن هناك مسؤولاً كسولاً مهملاً لا يقوم بواجبه نحو البحث عن (رضا الناس) قدر بحثه عن الأعذار والمبررات.. هكذا تقول جهير المساعد في قراءتها الجميلة والمتعمقة لمضمون ودلالات المثل العربي (رضا الناس غاية لا تدرك).