لنبدأ خطوة الألف ميل
تعاني كرة القدم السعودية من تراجع كبير في المستوى الفني للاعب السعودي والنغمة السائدة في الإعلام الرياضي عند كل هفوة أو زلة من أيّ جهة كانت لها علاقة بكرة القدم السعودية توزيع الاتهامات من قبل بعض الإعلاميين يميناً ويساراً وتصيّد الأخطاء دون مناقشة الأمور بهدوء وعقلانية بعيداً عن التعصب للرأي والرأي الآخر.
ـ السؤال الذي يطرح نفسه منذ بداية ممارستنا لكرة القدم على المستوى الرسمي للأندية السعودية إلى يومنا الحالي هل نحن نعمل داخل أروقة أنديتنا بالطرق والأساليب المثالية لتخريج نجوم محترفين كبار..؟ أم اهتمامنا منصب فقط على الفريق الأول وعلى حساب المراحل السنية (البراعم والناشئين والشباب).
ـ وهل الحظوظ متساوية في الاهتمام بين الفريق الأول لكرة القدم والفرق الأخرى على مستوى المراحل السنية..؟ وخاصة أننا دخلنا عالم الاحتراف والعالم أصبح قرية صغيرة ونعرف أن كرة القدم لا تتطور ولا تتقدم بدون الاهتمام باللاعب منذ الصغر، ولكن وللأسف لا حياة لمن تنادي.
ـ نحضر أفضل المدربين والأجهزة الفنية والإدارية للفريق الأول لكرة القدم ولا نهتم بمن يدرب فريق مدرسة البراعم (أن وجدت) ومن يعلمهم أساسيات كرة القدم أو مدربي الناشئين والشباب إلى درجة أن البعض أصبح يشبه الخدمات التي تقدم للفريق الأول لكرة القدم في كل نادٍ من أنديتنا المحترفة وخاصة الأندية الكبار (خدمات خمس نجوم)، أما المراحل السنية فتقدم لهم خدمات (نص نجمة أو نجمة أو نجمتين) وكثيرة عليهم.
ـ نخسر ملايين الريالات والدولارات واليوروات على لاعبين محترفين غير سعوديين والكثير منهم لا ينجح في إضافة جديد على خارطة الفريق من الناحية الفنية ويعود إلى المطار حاملاً الهدايا والملايين المهدرة ومدربي المراحل السنية لم يستلموا رواتبهم منذ عدة أشهر في أغلب أنديتنا، ولاعبونا الصغار لا يجدون ماء للشرب أثناء التمارين.
ـ فقد القائمون على كرة القدم السعودية الأمل في الأندية ومسيريها، ولهذا ساروا في اتجاهات أخرى لعلهم يجدون ضالتهم من خلال مشروع البراعم عام 2022م بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والاهتمام بمنتخبات المراحل السنية (لعل وعسى) والخطوة المقبلة التي يجب أن يتم التحرك اتجاهها ملاعب الأحياء بالتعاون مع البلديات وإيجاد طرق علمية للاستفادة من هؤلاء الشباب الذين يمارسون كرة القدم بكل عشوائية ودون توجيه.
ـ أعتقد أن غياب الاستقرار لمجالس إدارات الأندية والقصور في التخطيط للمستقبل والبحث عن النتائج السريعة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى عدم الاهتمام بالمراحل السنية، وهذا مما كان له الأثر البالغ على كرة القدم السعودية وكذلك يجب أن نكون واقعيين ولا نطالب بأكاديميات على مستوى عالٍ، بل مدرسة لكرة القدم يوجد بها مدربون أكفاء وإداريون جيدون ومخلصون، لديهم الرغبة في خدمة كرة القدم السعودية من خلال أنديتهم.. المهم أن نبدأ في وضع أقدامنا في الطريق الصحيح.
خاطرة
أكاديمية النادي الأهلي نموذج مشرّف للاهتمام بالمراحل السنية، نتمنى أن تحذو الأندية الأخرى حذو النادي الأهلي، وأن يستفيدوا من تجربته.. وشكراً أقولها من القلب للأمير/ خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز الذي يدعم بسخاء لاستمرار نجاحات هذه الأكاديمية المشرفة.