2012-01-06 | 18:00 مقالات

ما في مِثلْ (الدعيع)

مشاركة الخبر      

صديقنا الجميل الأستاذ محمد المباركي ذكرني بأن أكتب مقالاً تكريمياً لأستاذ الحراسة (محمد الدعيع).. خاصة وأن هذه الزاوية تطل بعد (ليلة الوداع) لهذا الحارس الكبير صاحب التاريخ الطويل الحافل بالعطاء والإنجازات، وها أنا أكتب - يا أبا فارس - قبل ساعات معدودة ولست بحاجة إلى الانتظار لأرى مزيداً من إبداعات (الأخطبوط).. نعم ليس مهماً أن أكتب عن المباراة وحفلها، حتى وإن كانت تجمع الهلال بـ(جوفينتوس) الإيطالي ونجومه الكبار.. ما يهمني هنا هو أن أسجل اسمي في قائمة من كتبوا عن هذا الحارس (العملاق).
حين يكون الحديث عن المبدعين في كرة القدم بل الرياضة عموماً لا بد أن يكون (محمد الدعيع) واحداً من أفضل (ثلاثة) مروا على تاريخ الكرة السعودية مع أنه لا يسجل الأهداف وإنما يمنعها. ولو أستحضرنا تلك المقولة الشهيرة (الحارس نصف الفريق) فلن نكون مبالغين لو قلنا بأن (الدعيع) يأتي أولاً.. كتب في اعتزال (ماجد) مقالاً عنوانه (ماجد واحد) وها هو الزمن يمر لنقف أمام (وداعية) أخرى لنجم كبير متميز لم يأت من يشبهه من قبل.. ولذلك اسمحوا لي أن أعيد كتابة العنوان لأضع (الدعيع) في نفس المكانة التي ما زال يتربع عليها (ماجد) كأفضل مهاجم مر على تاريخ الكرة السعودية.. اسمحوا لي أن أقول (دعيع واحد).. إنه المثل الأعلى لكل من يقف بين الخشبات الثلاث.. الكل يريد أن يكون مثل الدعيع.. والكل يقول: (ما في مثل الدعيع).. حتى (الحلاق) الإيراني الذي كنت أذهب إليه يوم كنت في (جلاسكو) كان يذكره وحده ولا يتذكر سواه في المنتخب، ولا تسألوا عن السبب لأنه معروف، فهذا النجم (الموهوب) رياضياً وثقافياً هو الأفضل بألقاب كثيرة، إنه النجم الأول في آسيا وأفضل حراسها.. إنه عميد لاعبي العالم وواحداً من أفضل عشرة حراس في كأس العالم 1994 .
إنني أتمنى أن نرى في حائل شارعاً باسم (محمد الدعيع).. حتى وإن كنت أعرف بأنه لا يوجد بيت في كل شارع من شوارع حائل لا يعرف سكانه من يكون (محمد الدعيع).. المملكة كلها تعرفك و(تغليك) أبا عبد العزيز.. أنت من جعلت لحراسة المرمى طعما ونكهة ورغبة.. نعم أنت من أعطيت هذا المركز قيمة فأصبح الصغار يسارعون للعب فيه لكي يقلدونك في طيرانك وارتقائك وصدك لضربات الجزاء.. يفعلون ذلك ليقال لهم (إنه مثل الدعيع).. وإن كانت الحقيقة ما زالت تقول: (ما في مثل الدعيع).