2012-01-13 | 18:00 مقالات

الأهلي (علامة الجودة)

مشاركة الخبر      

كنت سأحدثكم عن خرافة اسمها (الجودة).. (فكراً إداريّاً)، نسمع (جعجعته) ولا نرى له (طحيناً).. ولكن شغفي بالكرة حوّلني من حالة (الهجاء) إلى (المديح).. بعد أن وجدت في (الأهلي) -هذا الفريق (الراقي)- أنموذجاً (حيّاً) لتحقيق (الجودة) قولاً وفعلاً.. حدث هذا التحول -في (المزاج) الكتابي لدى صاحبكم- بعد مباراة (نجران) الأخيرة التي أنهاها الأهلي برباعية (ولا أحلى).. أراحت أعصابي (المستفَزة) بادعاءات (الجودة).. قلت لنفسي: هذه هي (الجودة).. الكلُّ يراها في هذا الفريق العريق العائد بقوة وأناقة إلى (منصات التتويج).. نعم.. يستطيع كلُّ متابع (منصف) وهو يشاهد هذا الأهلي (الحديث) أن يؤكد على أن هناك عملاً (احترافيّاً) يتمتع بدرجة عالية من (الجودة) و(الفكر الإداري).
تعالوا بنا نعود إلى (الملعب) ونتأمل هذه (التوليفة) الفريدة من اللاعبين (المهرة).. ودرجة التفاهم المتصاعد في أدائهم، وتلك (المحبّة) التي تجمعهم.. أنظروا إلى احتفاليتهم بالأهداف.. تلك اللحظات الأجمل في كرة القدم، والتي عاشها لاعبو الأهلي أكثر من منافسيهم على الصدارة.. نعم لقد تكرر المشهد في هذا الموسم خمساً وثلاثين مرة.. أهداف بمختلف الأشكال والألوان.. وليس هناك سرٌّ في هذا (الإبهار)، فالأهلي يحاصر منافسيه بهجوم كاسح، يأتي من كلِّ مكانٍ، عبر الكرات الجانبية أو الغزو الرأسي، أو تلك التمريرات الطولية من لاعبي الوسط والمدافعين إلى المهاجمين.. كما أن هذا الفريق المتحفز للفوز يجبر مَن يلعب أمامه إلى ارتكاب الأخطاء خارج وداخل منطقة الجزاء؛ ويجيد استثمار تلك الكرات الثابتة باقتدار.. والأهلي -يا سادة- بات يتمتع لاعبوه بدرجة عالية من (الانضباطية) و(الحضور الذهني) و(اللياقة العالية)، التي ساعدت الفريق كثيراً في القيام بالدورين (الدفاعي والهجومي) بأسلوب يشارك فيه جميع اللاعبين.. هذا الأسلوب يعتمد على الضغط على (حامل الكرة) والالتفاف حوله وحصاره بأكثر من لاعبٍ في حركةٍ دائبة، تشير إلى ما يتمتع به المدرب من فكرٍ تكتيكيٍّ عالٍ، وفهمٍ واعٍ لإمكانات اللاعبين، وقدرته على توظيفها بكفاءة. الأهلي -يا كرام- سيظل في الأمام لأنه اليوم (غير).. والعقلية الاحترافية التي تقوده (غير).
أطربني الأهلي أمام (نجران) فرحت أبحث عنك (أبا كرم) وأنا أردد: (عجب.. عجب.. الأهلي طرب).. نعم.. لقد عاد أهلي (زمان) أفضل مما كان -يا دكتور عقلة-.. وسيكون القادم (أحلى)؛ ليس محلياً فقط فالأهلي قادر على أن ينافس على البطولة الآسيوية؛ متى ما واصل القائمون عليه التخطيط والتطوير والتجديد برؤية تقدم مصلحة الأهلي على كل الاعتبارات. إنه زمن (الاحتراف) ولابدّ أن توضع فيه (الأشياء) في أماكنها.. ولن يصح في النهاية غير الصحيح.. والصحيح أن الأهلي هو (علامة الجودة) في سوق (زين).