جاروليم ضالة الأهلي
حتى اليوم لم يعرف ولم يفهم الكثير من الرياضيين لماذا قررت إدارة النادي الأهلي إلغاء عقد المدرب جاروليم وهو الذي قاد الفريق الأخضر لوصافة الدوري وخوض المباراة النهائية لدوري أبطال آسيا والفوز بلقب كأس خادم الحرمين الشريفين فضلا عن المستويات المبهرة التي قدمها نجوم الراقي في جميع الاستحقاقات والمنافسات الكروية بالإضافة لمنحه الفرصة للعديد من المواهب الواعدة التي أثبتت جدارتها ومنها مصطفى بصاص صاحب الموهبة الخارقة التي تتمني كل الفرق أن تملك لاعبا في إمكانياته الفنية.
ـ أعتقد أن رجال الأهلي اتخذوا القرار الصحيح بفك عقد البرتغالي بيريرا بالتراضي وبرحيله فإن الفرصة باتت متاحة لإعادة جاروليم الذي سيختصر الكثير من المسافات من أجل إعادة صياغة الفريق للموسم المقبل فعودته أفضل وبكثير من البحث عن مدرب جديد يبدأ من نقطة الصفر فتكرر قصة الدخول في مغامرة نجاحها غير مضمون فتكرر الخسائر المالية والفنية وتزداد المعاناة ويتواصل الغياب عن تحقيق الانجازات التي يتطلع لها محبو قلعة الكؤوس.
ـ إن غياب الأهلي عن الصعود للمنصات وتحديدا ابتعاده الطويل عن تحقيق بطولة الدوري لم يجد له خبراء كرة القدم جوابا مقنعا، فهناك (سر) غير مفهوم، فالجوانب المالية منظمة والأجهزة الفنية والإدارية والطبية التي تعمل مع الفريق تملك من الخبرات الشيء الكثير وصفوفه تزدحم بالنجوم الدولية وفي جميع الخطوط مع مساندة شرفية وإدارية وإعلامية وجماهيرية عالية، فالرمز الكبير الأمير خالد بن عبد الله يمثل مركز الثقل وصمام الأمان بدعمه السخي واللا محدود، فكل الطلبات مجابة من معسكرات في أوروبا وصرف المرتبات ومقدمات العقود في وقتها وتأمين العلاج في أفضل المستشفيات في العالم وتوفير الطائرات الخاصة للتنقل داخليا وخارجيا وغيرها من وسائل الدعم التي توفر سبل الراحة وجعلت نجوم الأهلي يعيشون حياة الطبقة (المخملية) لكن النتائج المرجوة لم تكن على مستوى الجهد المبذول فضاعت البطولات وكان آخرها خسارة نهائي كأس الملك في افتتاح الملعب الجديد، وبطريقة جعلت الكثير من الرياضيين يتعاطفون مع الشباب الذي حسم نتيجة المباراة من الدقائق الأولى وكان قادرا على تحقيق فوز تاريخي لكن نجوم ليوث العاصمة احترموا أجواء المنافسة واكتفوا بثلاثة أهداف.
ـ طبعاً في السنوات الماضية اشتد التنافس الشبابي الأهلاوى فمع جاروليم لم يكن الأهلي ضعيفا أمام الشباب مثل ما كان عليه في هذا الموسم وفي النهائي التاريخي بل كان منافسا شرسا وكانت لقاءاتهما متقاربة ولا يستسلم بسهولة له وللهلال والنصر والاتحاد بل نجح في كسب العديد من المباريات فأخرج العميد من دوري أبطال آسيا وفاز على النصر في نهائي كأس الملك بعد أن هزم الهلال في دور الأربعة وهذه النتائج كانت مقرونة بالمتعة والأهداف الجميلة والمستويات البديعة وهذا يوضح أن جاروليم عرف إمكانيات نجوم الفريق الأخضر فوظفها لصالح المجموعة فكانت النتائج في حجم وقيمة النادي الكبير وجمهوره العريض.
ـ وأخيرا أقول إن إعادة جاروليم ومعه المهندس الخبير والرياضي العريق طارق كيال سيكون أولى الخطوات المهمة لإعادة بناء فريق كرة القدم بالنادي الأهلي مع الحرص على البحث عن رباعي أجنبي مؤثر ومميز يعيدون قصص وحكايات فكتور وعماد الحوسني وكماتشو وباليمنيو فقد كانوا من أفضل الصفقات الأجنبية التي أحضرها رجالات الراقي، فهل يعيد الأمير فهد بن خالد الذي سيتم تنصيبه رئيساً لأربع سنوات جديدة أدوات النجاح التي كان معها الفريق الأخضر ملء السمع والبصر؟.