النصر بطلالدوري بجدارة
عاد النصر لعالم البطولات بفوزه بلقبين من العيار الثقيل بعد مجهود خرافي نفذه رئيسه ومدربه ونجومه بدعم هائل من جمهوره الذي ساندة في كل المباريات في الرياض و خارجها، فالعالمي بقيادة حسين عبد الغني ومنذ أن خطف الصدارة في الجولة العاشرة في لقاء الهلال العاصف لم يفرط بها بل واصل جموحه نحو الحصول على مزيد من النقاط و توسيع الفارق بينه و بين المنافسين، فحقق انتصارات متتالية جعلت الكثير من خبراء كرة القدم يؤكدون أن العالمي يعيش موسماً مختلفاً وقد عزز هذه الأقوال بفوزه بكأس ولي العهد الذي أعطاه ثقة جديدة وثقافة كانت غائبه عنه في سنوات الابتعاد.
ـ من المؤكد أن فيصل بن تركي يعتبر الرجل الأول و البطل الحقيقي عند مدرج الشمس و الكثير من المحايدين للخصال التي تتوفر فيه وأبرزها الضخ المالي الضخم والمتابعة لكل صغيرة وكبيرة داخل ناديه، فهذا الفريق الذي أعاد للأصفر أمجاده من صناعة كحيلان الذي غير جلده كاملا فأحضر لاعبين محليين مميزين جمعوا بين الخبرة و المهارة و تعاقد مع مدرب طموح حضر لمنطقة الخليج للمرة الأولى، لكن هذه الصفقات لم تكن وحدها الطريق الموصل للبطولات فرئيس النصر تمتع بشجاعة متناهية وصبر طويل وقدرة عجيبة في (امتصاص) العثرات وتحمل الضغوطات وقد ساهمت هذه الصفات المطلوب توفرها في الرجل القائد في عثور النصر على ضالته فكان من ثمارها عودة فارس نجد للصعود لمنصات المجد.
ـ مدرج الشمس الذي أطلق الهشتاق الساحر (متصدر لا تكلمني) أعطى روحاً جديدة وتحدياً من نوع آخر فكان بمثابة الثورة و(الملهم) لكل نصراوي لتحقيق الطموحات والتطلعات التي ينتظرها عشاق العالمي من سنوات طوال ولهذا دفن رجال الأصفر شعار العالمية صعبة قوية الذي كان عنواناً للخروج من الانكسارات والهزائم والإحباطات وبالفعل شاهد الرياضيون نصرا مختلفاً لا يهزه التأخر بهدف أو أكثر فسرعان ما يعود لأجواء المباراة ويأخذ زمام المبادرة بعد أن كسب نجوم الفريق ثقافة الفوز التي تعتبر من أهم أدوات الحصول على البطولة أو المنافسة على المراكز الأولى، وهذه الثقافة المهم تواجدها في جسد الفريق لا يمكن أن تتدفق في شريان العالمي من دون دعم إداري وفني وكذلك ضرورة تواجد نجوم لها باع طويل في عالم البطولات أكسبتهم مناعة بتحمل الضغوطات مهما بلغت درجة قسوة الانتقادات.
ـ الأسطورة نور صاحب الرقم القياسي في الحصول على بطولة الدوري بين نجوم الكرة السعودية على مر العصور لعب دورا مهماً وحيوياً في عودة النصر لمنصات التتويج بروحه العالية وأخلاقه الرفيعة وتغليب مصلحة الفريق العليا على مصلحته الخاصة فأحداث مباراة الأهلي والتي اضطر كارينيو استبداله لظروف نيل الحارس عبد الله الشمري البطاقة الحمراء منذ وقت مبكر توضح أن أبا نوران جاء للنصر لإكمال مسيرة الأمجاد ولم يحضر لقضاء بقية سنوات عمره الرياضي من دون أن يسجل (بصمة) تاريخية، وقد نجح نور في مهمته على أكمل وجه، كذلك الكابتن حسين عبد الغني الذي هزم كل التقاليد الكروية بلياقته العالية وروحه القتالية وتضحياته الجسام فهزم تقدمه في العمر فكان قائدا داخل الملعب وخارجه وكان يذكر زملاءه بضرورة رسم الفرحة على شفاه الجماهير ورد الجميل للرئيس، هذه التصرفات انعكست على كل اللاعبين فعقدوا العزم على حسم لقب الدوري ووضعه بجانب كأس ولي العهد ليعيش مدرج الشمس ونجومه عاماً ذهبياً بكل المقاييس.