إنهم يخافون من سامي
ـ هناك أصوات هلالية تتحدث من خلف الكواليس عن عدم رضا عن العمل الفني الذي يؤديه الكابتن سامي الجابر مع الأزرق، وإن حالة الصمت لن تطول بعد المستويات المهزوزة التي قدمها الزعيم في دوري المجموعات من أبطال آسيا، فاحتلال صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب القارية للمرتبة الأخيرة في مجموعته أمر لايمكن السكوت عنه، فالفريق مهدد بالخروج مبكرا بعد أن قدم اللاعبون مستويات غير لائقة في المباريات الثلاث الماضية (دفاعا وهجوما) و(انحصرت) النجومية للمهاجم الشمراني والبرازيلي نيفيز في حين ظهر خطا الوسط والدفاع ومعهما حارس المرمى في وضع فني (مأساوي)، فاهتزت شباك فايز السبيعي خمس مرات.
ـ الهلاليون الخائفون من (الجيش) الإعلامي المساند للمدرب الشهير المدعوم بمدرج سامي غير قادرين على طرح رؤاهم الفنية بشفافية كاملة ولهذا اضطروا للحديث (بلغتين)، الأولى مليئة بالنقد للجابر والمطالبة بوقف المغامرة أو المجاملة له على حساب الهلال، لكن هذه اللغة لا تظهر للإعلام، مبررين أن الثقافة الزرقاء ترفض لغة الانتقاد حفاظا على استقرار الفريق وأن المشاكل يجب أن تعالج داخل أركان النادي العاصمي الكبير وهذا أهم وأبرز أسرار استمرار تفوق الزعيم وعدم تراجعه في السنوات الماضية، واللغة الثانية تعتمد على الثناء على مجهودات المدرب الوطني وأنه يحتاج لمزيد من الوقت لإظهار أفكاره التدريبية حتى يتمكن اللاعبون من استيعابها ومن ثم تنفيذها داخل الملعب.
ـ إن الانقسام الهلالي على بقاء سامي الجابر صار حديثا يوميا في مجالس مشجعي الفريق الأزرق ورجاله من شرفيين وإداريين ونجوم سابقين وإعلاميين بل تعدى للمنافسين الذين يتحدثون عن مستقبل المدرب الوطني أكثر من حديثهم عن مستقبل ناديهم، فكثير من الرياضيين يرددون أن إدارة الهلال ترسم سيناريو لخروج سامي من الجهاز الفني في الصيف المقبل بطريقة تحفظ له قيمته ومكانته الفنية التي(يتكئ) عليها بعد مشوار تاريخي مع فريقه ومنتخب الوطن، وأعتقد أن أفضل سيناريو للخروج (الآمن) لسامي إعادته للمنافسات الأوروبية لفترة أطول من التجربة الأولى مع محاولات إقناعه بضرورة البداية التدريجية لتعم الفائدة، ولإنقاذ مستقبله المهني بدلا من يقرر الاعتزال أو يعود للعمل الإداري أو الذهاب للتحليل الفضائي مثل ما يفعل بعض المدربين العاطلين.
ـ شخصيا أعتقد أن سامي قدم موسما جيدا لكن المشكلة عند المدرج الأزرق العريض أن الأولية وضعت للفوز بكأس آسيا لكسر سنوات الحرمان الطويلة من دون أن يعترفوا أن الهلال الحالي يعاني من نواقص فنية واضحة، فبعد رحيل الحارس محمد الدعيع لم تنجح الإدارة في إحضار البديل رغم الملايين التي صرفت في حسين شيعان وفايز السبيعي، والأمير عبد الرحمن بن مساعد لا(يلام) في ذلك فحراسة المرمى مشكلة عامة عند الأندية السعودية، واتحاد الكرة يرفض الاستعانة بالحارس الأجنبي رغم تطبيق كل الدول لذلك، ورحيل الدعيع عن عرينه وتعليقه لقفازيه للأبد ليس الغياب المؤثر الوحيد، فمغادرة خالد عزيز والروماني ميريل رادوي كانت قاصمة للوسط الأزرق، فالثنائي الخبير كانت أدوارهما الدفاعية والهجومية تنفذ على أعلى مستوى لقدرتهما الفائقة على استخلاص الكرات في منطقة المناورة وإبعاد الخطر عن فريقهما ومن ثم بناء هجمة جديدة، وهذه الأدوار الرهيبة لم يستطع سلمان الفرج وكاستليو وسعود كريري وعبد اللطيف الغنام القيام بها فظهرت الخطوط الدفاعية الهلالية في وضع مترد فاستقبلت شباكه الكثير من الأهداف على الصعيدين المحلي والقاري لكنها تبقى مشكلة فنية وسامي لم ينجح في إيجاد العلاج المناسب لها.
إلى اللقاء يوم الجمعة المقبل.