موسم العمر.. يا أباعمر
ـ بحبه الصادق لكرة القدم وإخلاصه لها وعشقه لروح التحدي وحرصه الكامل والتام على البعد عن كل ما يضر بالصحة العامة، واصل قائد النصر البارع حسين عبد الغني تقديم مستوياته المرتفعة والثابتة، فظهر نجما ساطعا في منافسات الدوري وكان العنصر المؤثر والهام في تركيبة المغامر كارينيو فعاد الأصفر البراق لمكانه وموقعه الطبيعي ففاز بكأس ولي العهد وتصدر فرق دوري جميل للمحترفين بكل جدارة واستحقاق بعد منافسة محتدمة مع الجار الشرس الهلال.
ـ حسين عمر عبد الغني السليماني.. الاسم الكبير والنجم النموذج في عالم كرة القدم محليا وخارجيا، اقترب من الأربعين (ما شاء الله تبارك الله) لكنه مايزال يركض مثل الغزال يدافع بجسارة ويمرر بمهارة وكأنه (للتو) برز في الملاعب يريد أن يثبت وجوده أو لايملك سجلا عريضا كسجله بالظهور في المونديال ثلاث مرات والحصول على كأس آسيا والعرب والخليج بفانلة منتخب الوطن الذي دافع عن ألوانها في أكثر من (100) مباراة دولية فضلا عن البطولات التي حصل عليها مع الأندية التي احترف فيها قبل توقيعه للعالمي.
ـ أبو عمر في هذا الموسم ترك الصراعات الجانبية والملاسنات المتتالية التي يتورط بها مع خصومه بقصد أو بغير قصد وتفرغ لخدمة فريقه فظهر بثوب مختلف فنا وخلقا وتأثيرا(فصار) حديث الرياضيين ومثالا مشاهدا لكل من أراد أن يتعلم معاني الاحتراف، فأجبر منتقديه قبل محبيه على الإشادة به والثناء عليه والتصفيق له وإعادته لصفوف الأخضر بل المطالبة بتجديد عقده لموسم آخر ورفض فكرة الاعتزال لأنه قادر على العطاء، وأعتقد أن هذه النجاحات التي تحققت في مسيرة حسين عبد الغني تستحق الوقوف عندها والتأمل فيها وأن لانتركها تمر مرورا عابرا من دون أن نقول لكل اللاعبين إن ما يقدمه قائد النصر في الملاعب رسالة لمن أراد البقاء في عالم الاحتراف لسنوات طويلة.
ـ إن الانضباط والبعد عن كل ما يضر بالصحة العامة ساعد أبوعمر على الظهور بالمظهر اللائق والمشرف وجعل (أباعمر يقدم موسم العمر)، فعزز موقف داعميه الذين راهنوا عليه ودافعوا عنه في أصعب الظروف وهزم كل منتقديه الذين لم يتركوا له فرصة في الدفاع عن حقوقه بعد أن (اتهموه وأدانوه) من دون دليل مقنع فكان هدفهم إنهاء مسيرته الكروية لإيمانهم أن استمراره يمثل خطرا على مستقبل فريقهم وهذا قمة التعصب الذي قاد الكرة السعودية للتدهور والانهيار الذي يعيشه واقع الأخضر اليوم.
لوبيز يحارب العنزي
ـ كشفت التصاريح المستمرة للمدرب لوبيز أنه غير مقتنع بعبد الله العنزي وأن ضمه لصفوف المنتخب جاء تحت الضغط الجماهيري والإعلامي وهذا الموقف يؤكده كلام الإسباني في مؤتمره الصحفي الأول والثاني، فقد ذكر بعد استدعائه لشيخ الحراس قبل مباراة الصين أنه قال له إنك الحارس الرابع، ثم في ثاني تدريب أبعده بطريقة (مريبة)، ويوم الإثنين الماضي قال إن العنزي سيكون الحارس الثاني رغم غياب وليد عبد الله الموقوف عن لقاء إندونيسيا، لاحظ لوبيز هنا يتحدث عن لاعب واحد بطريقة سلبية دون غيره، فلم يقل مثلا إن مختار فلاتة سيكون المهاجم الثالث أو أن ياسر الشهراني سيكون المدافع الخامس، فلماذا يحرص على تحطيم معنويات العنزي فقط ويرفع من معنويات بقية اللاعبين؟ وعندما تأخر عبدالله العنزي عن حضور التدريب الأول لظروف الطيران، استغله لوبيز أسوأ استغلال رغم تأخره في إعلان القائمة، فقرر إبعاده وتأليب الرأي العام ضده بدلا من (احتواء) المشكلة البسيطة وتفويت الفرصة على المتعصبين والانتهازيين الباحثين عن إنهاء مسيرة نجم صاعد قادر على خدمة ناديه ومنتخب وطنه لسنوات مقبلة، لكن مدرب المنتخب الذي تجاهل أنظمة فيفا قرر تصعيد تأخر العنزي لتصفية خلافاته مع الحارس الواعد الذي وجد نفسه طرفا في صراع لاعلاقة له به، فذنبه الوحيد أن نجوميته اتفق عليها كل الرياضيين فنادوا به، (فلك الله يا شيخ الحراس) وسامح الله لوبيز والقريني وزكي الصالح، الذين وتروا أجواء المعسكر ومنحوا المتعصبين فرصة لضرب منتخب الوطن في الصميم..إلى اللقاء يوم الجمعة المقبل.