النصر وأم المباريات
تعتبر مباراة الاتفاق والنصر على أرض الدمام من المباريات المهمة للفريقين في مشوارهما في مسابقة دوري عبد اللطيف جميل للمحترفين، ففارس الدهناء يتطلع للنهوض من كبوته التي عصفت بجهازه الفني بعد أن تلقى خسارة ثقيلة من الاتحاد، أدخلته في دوامة الهبوط، وفي الجانب النصراوي يريد رجال كحيلان تحقيق الفوز الحاسم والهام والحصول على النقاط الثلاث للاقتراب من اللقب قبل لقاء الديربي في الأسبوع المقبل أمام الهلال، ففوز فارس نجد على الاتفاق سيجعله يدخل لقاء الزعيم بحظوظ كثيرة ومنها التعادل أو الفوز ليعلن رسميا بطلا قبل النهاية بثلاث جولات.
ـ مباراة النصر والاتفاق رغم الفوارق الفنية الواضحة بينهما لصالح رفقاء حسين عبد العني لكن هذا لا يعني أن الفوز سيذهب للفريق الأصفر، ففارس الدهناء صاحب مواقف تاريخية ضد النصر ودائما يحقق معه نتائج إيجابية فمواجهتهما في الدور الأول انتهت بالتعادل، وكان إتي الشرقية المبادر بالتسجيل في مناسبتين لكن نجوم المتصدر عادلوا النتيجة في اللحظات الحاسمة من عمر الشوط الثاني.
ـ صحيح أن ظروف مباراة اليوم تختلف عن لقاء الدور الأول لإمكانية التعويض للفريقين في ذلك الوقت، بيد أن نزالهما الجديد فرص التعويض فيها ضيقة فالنصر يريد نجومه تحقيق الانتصار للشعور بمزيد من الراحة باقتراب حسم اللقب وهزيمة لغة التخدير التي يتعرضون لها من وسائل الإعلام الذين كرروا أن العالمي حسم اللقب رغم فرص الهلال على الأقل (حسابياً) بمزاحمته على الصدارة وإزاحته منها ما تزال قائمة فكرة القدم فيها دروس وعبر فكثيرا ما غير الاستهتار النتائج وقلبها رأساً على عقب والشواهد في هذا المضمار عديدة.
ـ إن مباراة النصر مع الاتفاق هي أم المباريات للنادي العاصمي الذي يتطلع كل عشاقه ومحبيه العودة لتحقيق بطولة الدوري بعد غياب طويل وصل لـ19 عاماً ومن هنا فإن كل نجوم العالمي مطالبين باحترام الفريق المنافس احتراماً كاملا ولا يلتفتوا للهزائم المتتالية والثقيلة التي تعرض لها وآخرها خماسية الاتحاد في الجولة الماضية، فإتي الشرقية يملك من الخبرة الشيء الكثير لتصحيح وضعه، فنجومه يريدون وضع بصمتهم التاريخية على منافسات دوري جميل بهزيمة المتصدر وإعادة الأمل للهلال والهروب من شبح الهبوط وكل هذه الجوانب حقوق مشروعة لهم.
ـ وأخيرا أقول إن النصر يعيش فترة زاهية من تاريخه الرياضي ومباراته مع الاتفاق التي ستشهد حضورا جماهيرياً من عشاق العالمي من المفروض أن يقدم فيها نجومه العرض الأفضل لهم في هذا الموسم فهم يتصدرون بفارق (مريح) من النقاط وصل لـ9 بعد أن هزم الشباب الهلال في الجولة الماضية، وهذا الفارق من المفروض أن تكون آثاره إيجابية على عناصر الفريق الأصفر بخوض اللقاء بـ(أريحية) كاملة وروح عالية والبعد عن الغرور والاستهتار والمكابرة حتى لا تحدث الكارثة، التي قد تعيدهم لدوامة الحسابات التي تصنع الضغوط النفسية على اللاعبين والمدرب والجهاز الإداري والجماهير، فالمباراة مفصلية للنصر وكذلك للاتفاق الذي استعد جيدا لها بالتعاقد مع مدربه (الجديد القديم) الروماني أندوني الذي قبل تدريب فارس الدهناء بعد إقالة الصربي غوران، مشددا على أنه جاء لعشقه للتحدي وقد ساهمت كلماته القليلة والقصيرة في عودة عدد من أعضاء الشرف الذين قدموا مبلغ 30 ألف ريال لكل لاعب لإسقاط المتصدر، وأعتقد أن هذا التحفيز سيكون عاملا مهماً في مشاهدة اتفاق آخر لا علاقة له بالفريق الذي خسر من الاتحاد.