سامي يغذي روح التعصب
عاد النصر لعالم البطولات من البوابة الهلالية بعد أن قدم في النهائي الحلم كل فنون كرة القدم بقيادة نجمه الذهبي حسين عبد الغني والأسطورة محمد نور اللذين كانا في أفضل حالاتهما الفنية والبدنية والنفسية، وقد ساعدت خبرتهما العريضة في الملاعب الكروية في التغلب على البداية (الصاعقة) التي تعرضوا لها بعد أن نجح الزلزال ناصر الشمراني في هز شباك شيخ الحراس عبد الله العنزي في الدقائق الأولى من اللقاء.
ـ اهتزاز شباك النصر المبكر كان أمراً كافياً لنجومه لإعادة تنظيم الصفوف، لثقتهم أنهم الأكثر مهارة وموهبة من عناصر الفريق الأزرق، وبالفعل بدأ إبراهيم غالب وشايع شراحيلي بمساعدة الخبير نور والفتى الذهبي حسين عبد الغني والكبير محمد حسين في مساعدة بقية زملائهم للدخول في أجواء الديربي وماهي إلا دقائق فعادل العالمي النتيجة بعد عرضية قاتلة من حسين عبد الغني للعملاق محمد حسين فتصطدم رأسيته بالقائم ويكملها الدعيع في مرماه، ليبسط فارس نجد أسلوبه على الهلال وكاد أن يسجل أكثر من مرة لكن إلتون أضاع الفرص حتى كسب شايع ضربة جزاء صحيحة سجل منها السهلاوي هدف التتويج.
ـ التفوق النصراوي لم يعجب المدرب سامي الذي أطلق تصريحات غير جيدة وسلبية تجاه النصر والتحكيم، للهروب من مبررات الخسارة المدوية فقال كلاماً يغذي روح التعصب ويزيد من حالة الاحتقان القائمة بين جماهير الناديين عندما رفض تهنئة النصر بالفوز، وزاد أن النصر لا يستحق اللقب وأن ضربة الجزاء غير صحيحة وأن عناصر الفريق الأصفر اعتادوا على التمثيل فكسبوا عشرين بلنتي، وأعتقد أن تصريحات الكوتش سيكون لها آثار سلبية عميقة في بقية جولات دوري عبد اللطيف جميل حيث يتنافس الفريقان على إحراز اللقب.
ـ من حق الكابتن سامي أن يدافع عن ناديه بالطريقة التي يراها مناسبة وفق شروط وضوابط تحددها لغة التخاطب بين المتنافسين ومن دون الخروج عن قواعد اللعب النظيف، لكن ما فعله مدرب الهلال تجاوز الخطوط الحمراء فكان هجومه مباشرا وفيه الكثير من (التجني) والتهم الباطلة على النصر وعلى حكام النهائي، فالخبير عبد الرحمن الزيد خرج في برنامج (صافرة) وقال: إن ثلاثي التحكيم الأجنبي قادوا اللقاء الختامي بنجاح تام، وأشاد بحكم الساحة ومساعده اللذين احتسبا ضربة الجزاء لشايع شراحيلي الذي تعرض للإعاقة من نواف العابد مؤكدا أنها سليمة.
ـ إن تصريحات سامي تحتاج لتدخل من لجنة الانضباط لمعاقبته مثل ما عاقبت عددا من الإداريين والمدربين واللاعبين في تصريحات أقل قسوة مما قاله مدرب الهلال الذي يبدو أنه (أعد) لغة الهجوم والاتهام ضد النصر والتحكيم كخطة بديلة عند ضياع اللقب وهذا الأمر واضح لكل من يعرف أسلوب المناورات التي تهدف بالخروج من حالة الإخفاق بالبحث عن شماعة يتم إلصاق مبررات الفشل بها.
ـ وأخيرا أكرر مباركتي لفيصل بن تركي ونجوم النصر وجمهور الشمس على العودة للبطولات من الباب الكبير بالفوز على التغريم التقليدي والمنافس الدائم الهلال في النهائي الحلم، والنصر يستحق الانتصار العريض بعد أن قدم رجال كحيلان ملاحم كروية جذابة بدعم من جمهور عاشق وفنان فقد حولوا مدرجات ملعب الملك فهد لكرنفال صفق له كل من يتابع العالمي بثوبه الجديد فصفوفه جمعت بين نجوم الخبرة وعنفوان الشباب وهذه (الخلطة) المميزة صنعها فيصل بن تركي، ورسم فنونها في الملعب المدرب كارينيو، وقادهم لتنفيذها حسين عبد الغني، فأبو عمر لعب نهائي العمر، فمبروك وحظ أوفر للزعيم في المناسبات المقبلة.