عندما تخلى النصر عن أهدافه المعلنة
العمل الرائع والكبير الذي نفذه الجهازان الإداري والفني بنادي النصر بقيادة الأمير فيصل بن تركي والمدرب كارينيو، كانت تهدف للحصول على بطولة الدوري، كهدف أول وأساسي، لكن هذه الإستراتيجية المعلنة تم التخلي عنها بعد بلوغ نهائي كأس ولي العهد ومواجهة الغريم التقليدي الهلال مساء السبت المقبل، وقد كشفت مباراة النصر والعروبة ذلك عندما غاب معظم نجوم الفريق الأصفر لأسباب مختلفة، فعمر هوساوي وإبراهيم غالب لم يشاركا لحصولهما على البطاقة الصفراء الثالثة في مباراة الشعلة الماضية حيث تعمدا نيلها تحقيقاً لمطالب الجهازين الفني والإداري، كما غاب يحيى الشهري وعماد الحوسني وخالد الغامدي (للراحة) بعد تعرضهم للإجهاد بعد مباراة الشباب الشاقة في نصف النهائي..
ـ من وجهة نظري الشخصية المغامر كارينيو أقدم في مباراة العروبة على مغامرة من العيار الثقيل وغير محمودة العواقب، فإبعاد أكثر من نصف الفريق عنها هو (مؤشر للاستهتار وعدم احترام الفريق المنافس)، فكاد هذا التصرف أن يقصم طموحات العالمي وجمهوره العريض ويدفع الثمن غالياً، فالنصر رغم أفضليته الفنية المطلقة طوال أوقات المباراة فقد خرج من الشوط الأول خاسرا ثم عادل النتيجة وعززه بهدف آخر مع بداية الشوط الثاني، لكن كل هذا جاء على حساب جمهوره الذي عاش لحظات صعبة في الدقائق الأخيرة، فقد كادت النقاط الثلاث (تطير) بعد تصرف مراد دلهوم المثير للجدل فالحكم الدولي محمد الهويش قال إنه منح محمد السهلاوي خطأ لصالح قبل ملامسة المحترف الجزائري للكرة بيده داخل منطقة الجزاء..
ـ من المؤكد أن حظوظ النصر والهلال في الجمع بين الدوري وكأس ولي العهد متساوية مع أفضلية نصراوية في الدوري للفارق النقطي، وهذا الأمر يمنح الكابتن سامي الجابر المبرر الكافي لخوض مباراة الرائد بالبدلاء وإراحة بعض اللاعبين فضلاً عن أن الهلال لم يغب عن البطولات فهو حاضر في منصات التتويج في كل عام، وأعتقد أن الفريق الأزرق يريد خطف بطولة كأس ولي العهد لأنها الأقرب له من الدوري وقبل الدخول في المعترك القاري الهام وكل هذه الجوانب ليست موجودة عند النصر الذي عليه العودة لهدفه الأول بتحقيق الدوري ابتداء من مباراة الفتح غدا الثلاثاء في الأحساء، فالفوز بلقب الدوري يعني عودة فارس نجد لعالم البطولات من الباب الواسع..
ـ طبعاً فرق الهلال والتعاون والفتح والنصر تخوض مباريات الجولة العشرين من دوري عبد اللطيف جميل للمحترفين وهي مباريات صعبة جدا للنصر والهلال، فالفتح بطل الدوري والسوبر الذي يقدم مستويات فنية مهزوزة ومتذبذبة يريد مصالحة جمهوره بمستوياته المبهرة التي قدمها في العام الماضي وإلحاق الهزيمة الأولى بالمتصدر، ولهذا فإن كارينيو مطالب بالعودة لقائمة الفريق الأصلية من أجل العودة بالنقاط الثلاث، فمواجهة الفتح هي الأهم والأصعب في مشوار العالمي في مسابقة الدوري الذي دخل المنعطف الهام، والذي يصعب فيه التعويض، فالتفريط في النقاط في مثل هذه الجولات ثمنها غال وباهظ جدا..
ـ وأخيرا أقول إن هذا الأسبوع سيكون من الأسابيع الصعبة والشاقة على جماهير النصر والهلال، فالتنافس بينهما يعيش ذروته في الملعب وخارجه ولهذا فإن الرياضيين موعودون بعام رياضي استثنائي بين عملاقي الكرة السعودية، فعودة نصر كحيلان كانت مثيرة وجميلة فقد أنعشت كل المهتمين بالمشهد الرياضي فزادت المتابعة وزادت سخونة الأجواء لكن ما هو مؤلم أن التعصب الرياضي بين أبناء الناديين ارتفعت أسهمه ولم يعد هناك مجال لقبول الرأي الآخر فوقت قطف الثمار حان فلا مكان للمجاملات ولا مكان للنموذجيين والمثاليين فهم يسبحون ضد التيار فكل الأماكن محجوزة حصرياً للمتعصبين والغوغائيين الذين تحولوا لأبطال في المدرجات، ولهذا أدعو الله أن يكون التوفيق والنجاح حليف فهد العريني لمباراة الهلال والتعاون وصالح الهذلول لمباراة الفتح والنصر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لسمعة الحكم المحلي.
إلى اللقاء يوم الجمعة المقبل،،،