النصر والشباب في لقاء السحاب
تعود الإثارة والمتابعة بعودة المباريات التي تجمع الشباب والنصر، ففي السنوات الماضية تحفل لقاءت الفريقين الكبيرين بالكثير من الأحداث داخل الملعب وخارجه، ونادرا ما تنتهي بدون ضجيج وصخب جماهيري وإعلامي واسع النطاق، فرغم المبادرات الجميلة التي تبناها رجال النصر والشباب (الرسميين) في الفترة الماضية والتي تنشد التهدئة بينهما لكن سرعان ما تعود حالة التوتر من جديد لحرص (أولاد الحلال) على استمرار وتغذية الخلاف الشبابي النصراوي الذي طال.
ـ في الماضي القريب كانت الأفضلية الفنية للشباب ولهذا كان دائما الأقرب للفوز، وفي العام الجاري اختلف الوضع الفني للعملاقين اختلافا جذريا فالنصر يعيش أفضل مراحله الفنية في الوقت الذي يشهد مستوى الشباب تراجعا واضحا، لكن هذا لا يعني فوز العالمي وخسارة الليث، فالشباب في مواجهات النصر يكون فريقاً مختلفاً ويعلن حالة التحدي والاستنفار، وفي مباراته مع الفيصلي ظهر ليوث العاصمة وتحديدا في الشوط الثاني بمستوى رائع من الناحية الهجومية وتمكنوا من قلب تأخرهم بثلاثة أهداف لفوز بالأربعة بعد أن نجح المهاجم الفلسطيني عماد خليلي في معالجة العقم الهجومي بعد رحيل الثلاثي ناصر الشمراني ومختار فلاته وتيجالي وتعرض الهداف الدولي الكبير نايف هزازي للإصابة.
ـ من المؤكد أن عودة مهند عسيري وعيسى المحياني والتعاقد مع صقر عطيف وعماد خليلي ستكون دعامة للهجوم الشبابي في المنافسات الداخلية والخارجية، لكن هذا لا يعني أن الفريق الأبيض تعافى فنياً فهناك بعض المتاعب في العمق الدفاعي رغم المجهودات التي يقدمها أحمد عطيف لتشكيل ثنائي في الوسط مع البرازيلي الخبير فرناندو وأعتقد أن ظهيري الجنب بوجود الأسطا والعائد حسن معاذ هما أفضل الخطوط عند المدرب اميليو بيريرا.
ـ فريق النصر الذي يعيش أفضل مراحله بعد أن نجح رئيسه الأمير فيصل بن تركي ومدربه كارينيو في صناعة فريق رائع قدم أجمل العروض في مباريات الدوري هو الأفضل من الناحية الفنية لوجود عدد هائل من النجوم في جميع الخطوط فهو يضم نجوم الكرة السعودية مثل الحارس عبد الله العنزي وإبراهيم غالب وشايع شراحيلي ويحيى الشهري ومحمد السهلاوي وعمر هوساوي وحسن الراهب مدعومة بعناصر الخبرة المحلية والأجنبية مثل محمد حسين وعماد الحوسني وحسين عبد الغني ومحمد نور وعبده عطيف وبقية كوكبة النجوم التي تضمها القائمة الصفراء الذهبية.
ـ إن النصر في هذا الموسم يعيش حالة أشبه بالانتفاضة وعلى كافة الأصعدة الإدارية والشرفية والجماهيرية والإعلامية بعد سلسلة النتائج المميزة التي سجلها فارس نجد منذ بداية الموسم، فقد أجمع خبراء كرة القدم من محبين ومنافسين ومحايدين أن العالمي الفريق الأجدر والأفضل لكن هذه الأفضلية لن تكون مؤشرا لفوزه وصعوده للمباراة الختامية فالشاب فريق كبير وخطير وهو دائم ينهض من كبوته وغفوته ويصحح من أوضاعه وبسرعة شديدة في المباريات التي تجمعه بمنافسة الأصفر، ولهذا أتوقع مباراة حامية الوطيس بين عملاقي العاصمة، في حين سيكون اللقاء الثاني في الدور نصف نهائي بين الفتح والهلال في الأحساء من طرف الهلال الذي تطور مستواه في الوقت الذي استمر بطل الدوري وبطل السوبر السعودي في تقديم مستوياته المتذبذبة وآخرها هزيمته من العروبة الصاعد فجعلنا نشاهد فريقاً مختلفاً عن فريق الموسم الماضي الذي صفق له الجميع بعد تقديمه لعروضه الخلابة.
ـ وأخيرا أقول لن أتحدث عن التحكيم بعد أن خذلنا اتحاد الكرة في عدم إسناد المباراتين لحكام أجانب رافضاً مطالب أندية النصر والشباب والهلال والفتح وعدم حديثي عن التحكيم المحلي لقناعتي (أنه رايح فيها) ولا أدري من سيدفع الثمن غالياً هذه المرة.