ملايين الهلال لن تهدم النصر
يعتبر الهلال تحت قيادة إدارته الحالية النادي الأغلى والأغنى في منطقة الشرق الأوسط، فقد تجاوزت مصروفاته السنوية حاجز الـ200 مليون ريال،، ففي الفترة الشتوية (المنقضية للتو) خصصت مبالغ ضخمة لتعزيز صفوفه فكسب صفقة الحارس الشبابي حسين شيعان والكوري الدولي كواك والمدافع البرازيلي دي جارو سيلفا ولاعب المحور المخضرم الكابتن سعود كريري، ونظرا لوفرة السيولة النقدية الهائلة في الخزائن الزرقاء فقد تم مفاوضة عدد من نجوم النصر الذين دخلوا في فترة الـ6 أشهر أو من قارب الدخول فيها وأبرزهم المهاجم محمد السهلاوي والمدافع عمر هوساوي، لهزيمة المتصدر معنويا وفنيا ونفسيا لكن الأمير فيصل بن تركي (تنبه) لهذا الموضوع وتمكن بقدرته التفاوضية من التجديد لهما رغم الأعباء المالية الإضافية التي تحملها وذلك للمحافظة على استقرار فريقه الذي صنعه في الأعوام الماضية.
ـ طبعاً ملف تجديد عقود نجوم العالمي ملف كبير و(مقلق) للإدارة النصراوية فهناك محمد نور وحسين عبد الغني وخالد الغامدي وعبده عطيف وحسن الراهب والمدافع الخبير محمد حسين والمهاجم الهداف عماد الحوسني والمدرب المرموق كارينيو عقودهم تنتهي مع نهاية الموسم الجاري ومن المؤكد أن بعض هذه الأسماء ستكون (مطمعاً) للأندية المنافسة في ظل قلة المواهب الموجودة في الملاعب، ولتعزيز كلامي فالهلال دخل في الفترة الشتوية المنتهية مساء الثلاثاء الماضي في مفاوضات مع عدد من اللاعبين (المستهلكين) فكيف لا يفاوض عمر هوساوي لترميم دفاعه (الهش) ويسعى لضم السهلاوي صاحب الحظ الكبير مع شباكه الذي صار ثالثا في تاريخ النصر خلف ماجد عبد الله ومحمد سعد في عدد زيارة المرمي الأزرق.
ـ نجاح الأمير فيصل بن تركي في التجديد لهداف فريقه ومدافعه المتطور، لن يوقف الحرب الهلالية ضد فارس نجد، فسطوة المال وتوفرها بشكل ضخم وغير مسبوق في الخزينة الزرقاء حولت قواعد (اللعبة) عند الهلاليين الذين اقتنعوا أن النصر يضم أفضل النجوم المحلية وأن استمرارهم في فريقهم يعني عودة المنافس التقليدي لأجواء المنافسة، وأن الضغط عليه من خلال وسائل الإعلام واللجان والحكام لن يحقق النتائج السريعة المطلوبة، فتم تبديل (الإستراتيجيات) بمفاوضة نجومه والتغلغل داخل جسده من خلال بناء علاقة متينة مع (السماسرة) الجشعين المستعدين لخوض الحروب غير الأخلاقية من أجل الفوز بمزيد من المال.
ـ الإستراتيجية الهلالية الجديدة تهدف لهدم النصر (عاجلا أم أجلا) ولا يعني الفشل في كسب صفقاتي هوساوي والسهلاوي التوقف عن الاستمرار فيها، فالحلم الأزرق يتمثل في ضم غالب والعنزي وشايع ويحيى الشهري فهذا الرباعي جمع الموهبة والمهارة مع العمر المناسب، فهم القادرون لتسلم الراية لسنوات طويلة قادمة بعد اقتراب رحيل محمد الشلهوب وياسر القحطاني، ومن المؤكد أن فيصل بن تركي يعرف تمام المعرفة (النوايا) الزرقاء وهو يتعامل معها بهدوء بشديد، فخرج في وسائل الإعلام وطمأن جماهير ناديه أنه قادر على المحافظة على نجوم العالمي وكبح جماح المتربصين به وبفريقه وبالمتعاونين معهم المكشوفين له.
ـ أخيرا أقول إنني أتفهم جيدا القلق الجماهيري النصراوي، ففريقهم الذي يتصدر سلم الدوري ويقدم العروض الجميلة ويضم أفضل النجوم المحلية الذين أحضرهم رئيسه بماله وجهده وتضحياته وصبره لن يتركه الخصوم يواصل تألقه وتوهجه في الملاعب، فهذه الانتصارات المتوالية (تقزمهم) أمام جمهورهم والوسط الرياضي وتعيدهم خطوات كثيرة للوراء وتهدد زعامتهم وريادتهم، فيكونوا مجال سخرية واستهزاء لكل من يتابع المشهد الرياضي في الداخل والخارج، ومن هنا فإن رسالتي لرجال النصر المخلصين من أعضاء شرف وجمهور بضرورة الوقوف مع (كحيلان) في حربه الشرسة القادمة مع المنافسين وقفة رجل واحد وألا يتركوه يواجه الأعاصير بمفرده فقديماً قالوا إن (الكثرة تغلب الشجاعة) وأبو تركي رجل شجاع ومقدام لكن مساندته أمر ضروري وهام، ففارس نجد يعيش أفضل عصوره وجني الثمار اقترب بعد صبر طويل.
إلى اللقاء يوم الإثنين المقبل.