المركز الأخير لنا
عندما تعود البعثات الأولمبية المشاركة في المحافل الدولية بدون رصيد من الميداليات، فإن المتلقي الرياضي يتفهم الوضع لأنه لايمكن لعداء محلي أن يهزم الجمايكي العالمي (اسين بولت) في سباق المئة متر، ولايستطيع منتخب كرة السلة تحقيق الفوز أمام أمريكا أو الصين، ولايمكن أن نطالب منتخب الطائرة بمقارعة إيطاليا والبرازيل.. وهذا الكلام ينسحب على بقية الألعاب، لكن أن يفشل كل المشاركين باسم الوطن في تصدر قائمة الدول في بطولة الخليج الأولمبية، وتعود البعثة بالمركز الأخير بكل جدارة واستحقاق مع فضيحة كان بطلها منتخب السلة، فإن الموضوع لايمكن السكوت عليه، ومن المفروض التعاطي معه بكل جدية لتصحيحه ومعاقبة المقصرين الذين فشلوا في خدمة رياضة وطني الغالي.
ـ الترتيب الأخير الذي جاءت به البعثة الأولمبية من العاصمة البحرينية المنامة.. (صب الزيت على النار)، وأكد أن وضع الألعاب المختلفة المعلق بين الأندية والاتحادات الرياضية لايمكن الاستمرار عليه، فهذا الأسلوب أكد فشله في العديد من المناسبات، والسبب يعود لعدة أمور.. من أبرزها: إهمال إدارات الأندية لكافة الألعاب المختلفة، وأن هذه الألعاب فرضتها أنظمة رعاية الشباب القديمة التي تلزم كل الأندية بتسجيل عدد من الألعاب الفردية والجماعية للحصول على الإعانة السنوية والمقطوعة وتذاكر الطيران، كما أن الاتحادات الرياضية معظم العاملين فيها حضروا للمفاخرة وليس للعمل، والدليل حرصهم على التواجد في ملاعب كرة القدم والحديث عن أنظمتها وقوانينها ولوائحها وقضاياها.. متجاهلين عملهم الرسمي المؤتمنون عليه.
ـ إن الحلول الجريئة والشجاعة التي قد تساعدنا على النهوض بالألعاب المختلفة المنسجمة مع أنظمة الاحتراف والخصخصة في كرة القدم تقول: لماذا لايتم فصل الألعاب المختلفة عن الأندية من الناحية المالية والإدارية والقانونية وكذلك النظامية.. بالاستعانة بالجامعات ووزارة التربية والتعليم ورعاية الشباب بأن تتعاون مع الأندية بفصل الألعاب عنها وجعلها كيانات داخلها لتطوير كل الألعاب والاهتمام بها، بعد أن تأكد للجميع أن إدارات الأندية ليس لديها الرغبة الصادقة في الاهتمام بالألعاب المختلفة، بل الأمر تعدى ما هو أخطر من ذلك وهو تسابقهم على إلغاء العديد من الألعاب، فناد جماهيري وإعلامي وأحد أغنى الأندية في الشرق الوسط الهلال.. شطب كرة اليد وهو بطلها السابق! ولن يمانع في شطب الطائرة إذا لم يجد من يشرف ويصرف عليها من دون المساس بميزانيته الضخمة جدا التي سيطرت على أرقامها عقود اللاعبين الأجانب والمحليين.
ـ وأخيراً أقول: لقد تأخرنا وتراجعنا كثيراً، والسبب يعود لعدم قدرتنا على تجديد الأنظمة وتصحيح الهيكلة الإدارية، فضاعت الألعاب المختلفة بين عدم قناعات إدارات الأندية وتواضع قدرات العاملين في الاتحادات الرياضية وتهميش دور الجامعات ووزارة التربية والتعليم، فضاعت الكثير من المواهب ونجحت الدول المجاورة الأقل إمكانيات مادية وبشرية في تجاوزنا، فأصبحنا في المؤخرة في دورة أولمبية إقليمية، فكانت الفضيحة هذه المرة (مرة مررررره) وغير مبررة، ولايمكن حجبها مهما حاول المنافحون تغطية فشلهم الذريع.. الذي لاتغطيه حتى استقالاتهم التي يطالبهم بها الجميع..إلى اللقاء يوم الجمعة المقبل.