المسحل في كولومبيا لا يدري أحد؟
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن المجموعات الآسيوية لتصفيات كأس العالم 2014 في البرازيل ووضعت القرعة الأخضر في مجموعة صعبة وخطرة ضمت أستراليا، وعمان، وتايلاند وتم تحديد موعد بدء التصفيات في مطلع شهر سبتمبر المقبل بمواجهة المنتخب العماني في الرياض.
ـ المنتخب السعودي وضعه صعب وحظوظه متساوية مع سلطنة عمان وتايلاند لاحتلال المرتبة الثانية خلف أستراليا أفضل منتخبات المجموعة، لكن هذا ليس الخطر الوحيد الذي يقلق الرياضيين السعوديين من إقصاء منتخب بلادهم مبكراً فالخطر الأكبر يكمن في غموض برنامج إعداد الأخضر الذي لم يعد يفصله عن بدء التصفيات إلا أسابيع قليلة ولا ندري متى سيتم الإعلان عنه ومعرفة موعده والمباريات التجريبية التي ستقام ومدة المعسكر التدريبي سواء الداخلي أو الخارجي والبركة في مدير عام المنتخبات الذي زار العديد من الدول منذ بدء تكليفه حتى حط رحاله في كولومبيا البعيدة جداً.
ـ محمد المسحل موجود في كولومبيا مع منتخب الشباب رغم أنه يعرف أكثر من غيره أن الأخضر الشباب يملك برنامجاً إعدادياً منظماً أعده الكابتن خالد القروني ووافق عليه اتحاد الكرة قبل أن يدخل المسحل لمنظومة العمل الرسمي (ويا ريت) المسحل ومعه الهولندي ريكارد استغلوا الوقت وأبلغوا المشجع السعودي عن المباريات التجريبية وإعداد منتخب بلادهم بدلاً من ممارسة هواية السفر الكثير والطويل فيضيع الوقت ثم نجد أنفسنا نخوض لقاءات دولية ودية أمام منتخب أنجولا الذي كان يحضر مع كل فترة إعداد، حتى انهار المنتخب ليتنازل عن مكانته المرموقة ضمن منتخبات النخبة القارية فيكون محطة استراحة للمنتخبات الأخرى ليصل لقاع مجموعته القارية في البطولة الآسيوية الأخيرة خلف اليابان والأردن وسوريا بصفر من النقاط.
ـ الكرة السعودية في السنوات الأخيرة كانت ضحية للفوضى الإدارية واستغلال المناصب والعلاقات والمجاملات وهذا المرض العضال تم تشخيصه وعرف المتعاطون معه وإذا تم التخلص منه (خلاصاً) كاملاً فإن الرياضة المحلية ستبدأ بالتعافي التدريجي لكن إذا مارس الإداريون الجدد سياسة الإداريين القدماء فإن الوضع لن يتغير وربما يكون أسوأ وهو ما يجب التصدي له وكشف كل من يحاول استغلال النفوذ والثقة الممنوحة له مبكراً حتى يستبدل أسلوبه للأفضل فيكون عاملاً مساعداً للنجاح ولا يكون أحد عوامل تعطل العودة التدريجية التي تحتاج لمزيد من الصبر.
ـ وأخيراً أقول إن محمد المسحل رياضي محلي وهو متشبع مثل غيره بثقافة المركزية وتعدد المناصب لكن هذا الطموح غير المشروع من المفروض إيقافه وأن يمارس عملاً منظماً وأن لا يحاول أن يلعب أكثر من دور فالكفاءات السعودية كثيرة وتنتظر الفرصة وهذه الفرصة لا يمكن أن تأتي إذا كان بيننا من يحاول أن يكون الكل في الكل.