عائلة عطيف
بحثت كثيراً في العديد من الوثائق الرياضية المحلية والخارجية فلم أجد عائلة قدمت (خمسة) لاعبين ـ ما شاء الله تبارك الله ـ من (أب) واحد مثل ما حدث مع عائلة عطيف الذي احترف أبناؤها: عبده، أحمد، علي، صقر، ثم عبد الله في فريق الشباب، وبالتالي فإننا أمام ظاهرة كروية من الصعب تكرارها هنا أو في أي مكان آخر.
ـ عائلة عطيف حضرت للشباب فبرز أحمد وعبده الأول كلاعب محور، والثاني كصانع كرة الهدف، (معيداً) جزءاً من الذكريات الجميلة للفنان (أبو الحطات) عبد العزيز الرزقان النجم الذي لا يتكرر على مستوى الليث والأخضر لكن الفارق بينهما أن عبده دخل في خلافات شديدة مع ناديه بعد أن استلم ملايين الريالات في حين خرج الرزقان من النادي النموذجي (خالي الوفاض) لكنة ترك وراءه بطولات كاملة الدسم متعددة الألوان التي عوضت سنوات الحرمان الطويلة.
ـ عبده من الشخصيات التي تقدم (نفسها) لوسائل الإعلام بشكل رائع فهو متحدث لبق صاحب مفردات راقية وعبارات أنيقة ترشحه لأن يكون أحد محللي القنوات الفضائية بعد الاعتزال، لكن كل هذه (الخصال) المميزة لم تمنع نجمنا الدولي الكبير من تجنب الدخول في صراع مع ناديه ليدفع الفريق الثمن غالياً بالخروج من البطولات وقد يفقد مقعده الدائم في المحفل القاري في حالة استمرار التصعيد.
ـ لن أقف مع الإدارة ضد عبده أو مع اللاعب ضد الإدارة لأنني أحترم أمانة القلم والقارئ الكريم ثم لعدم معرفتي بتفاصيل الموضوع وهل المشكلة حدثت بسبب اللائحة الداخلية الجديدة التي اعترض عليها النجم الدولي أم لديه ملاحظات على بعض الفقرات، لكن إذا صحت الرواية أن الكابتن عبده (مزق) الخطاب فإن ذلك يعتبر عملاً غير احترافي ويجعله يقع تحت طائلة العقوبة (ولو) كان عبده حكيماً لطلب من سكرتير نادي الشباب أن يسلم الخطاب لوكيله المحترم الأخ العزيز تركي المقيرن، فمن خلاله يتم الرد رسمياً، فهذا هو الأسلوب الحضاري المتبع في كل بلاد الدنيا التي تطبق نظام الاحتراف الذي يفرق بين التعامل بعقول تسيطر عليها العاطفة أو المصالح المشتركة وأظن أن عبده لديه مصالح مع الشباب.
ـ من حق خالد البلطان المحافظة على حقوق النادي المالية وفرض النظام داخل منظومة العمل فيه بالطريقة التي يراها مناسبة، ومن حق المعترضين مناقشتها من دون المساس أو التطاول على مكانة النادي العالية أو هز شخصية الرئيس وزعزعة استقرار الفريق بتمزيق صفوفه بزرع (الشللية) داخل أركان النادي فغرس هذه (السوسة) ستعيد الليث لما قبل التسعينات الميلادية من القرن الماضي عندما كان شيخ الأندية يعاني من الإحباطات المتتالية رغم امتلاكه لأفضل النجوم الكروية في ذلك الزمن البعيد أمثال: الصاروخ، خالد سرور، إبراهيم تحسين وغيرهم من الأسماء الكبيرة التي لا يعرفها عبده عطيف لكنه يجب أن يتعلم من سيرة التاريخ حتى لا يعيد ناديه إلى تلك الحقبة المؤلمة، ومن هنا فإنني (أدعو) نجمنا المحبوب والغالي لقراءة تاريخ الشباب المحفور في صدور محبيه القدماء كمحمد جمعة الحربي الذي اتخذ القرار الشهير مع بقية الشبابيين قبل أكثر من ثلاثين عاماً بتهبيط الفريق للدرجة الأولى للتخلص من (الشللية).
ـ وأخيراً أقول صادقاً أتمنى أن يقود رجال الشباب الأفاضل وفي طليعتهم باني أمجاد ليث العاصمة الأمير خالد بن سلطان، وخالد بن فيصل بن سعد، وخالد بن سعد، وعبد الرحمن بن تركي، وبقية أبناء النادي الأوفياء جلسة مصالحة بين الإدارة وعبده عطيف وأشقائه والمتضامنين معه من عناصر الفريق لإعادة الأمور لطبيعتها، فالشباب فريق كبير وبطل ودفاتر التاريخ تحفظ الإنجازات التي تحققت في الأعوام الماضية وكل الرياضيين لا يريدون أن يعود لعالم المجهول. عائلة عطيف