الرائد والتعاون براوية أخرى
لم أكن في يوم من الأيام تعاونياً (متعصباً) ولا رائدياً (متطرفاً) لكنني معجب بالأداء الرفيع الذي يقدمه برازيل القصيم ورائد التحدي فقد وصلا إلى قمة مستواهما في المواجهتين أمام الهلال والشباب على أرض ملعب مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية ببريدة.
ـ يا سادة يا كرام إن صناعة فريق قادر على مقارعة الأقوياء ليس بالأمر (الهين) مثل ما يتصوره البعض لكن الرئيس الأنيق فهد المطوع والمهندس الخلوق محمد السراح استطاعا تحقيق (المعجزة) في مجتمع يرى أن كرة القدم مضيعة للوقت والمال والجهد..
ـ في مباراة الرائد والشباب كان الفريق الأحمر يقدم مباراة (أشبه) بإحدى السيمفونيات العالمية التي تجبر المشاهدين والحاضرين على التراقص على أنغامها وكأنهم بعرضهم (المبهر) يريدون رسم الفرحة والبسمة على شفاه رئيسهم المحترم الذي يرقد على السرير الأبيض للتخفيف من المعاناة الجسدية بعد العملية الجراحية.
ـ كان المغربي (أقدار) والسعودي الشمالي موسى الشمري في قمة حضورهما الفني والبدني فغزوا مرمى الدولي وليد عبدالله عدة مرات وقف الحظ والعارضة والقائم دون إلحاق الخسارة بالليث الأبيض وتكرار (ملحمة) الدور الأول.
ـ أيضا الخوجلي كان بطلاً في مرماه، والصقور وشراحيلي دافعوا ببسالة في حين كان صلاح الدين عقال وأحمد الخير ضابطي إيقاع (الأحمر) هاجما بمهارة ودافعا ببسالة شديدة وبذلا جهداً خرافياً لربط خطوط الفريق فصفق محبو كرة القدم لمثل هذا الطموح المشروع لكل الأندية.
ـ وفي اليوم التالي كان عشاق التعاون على موعد مع التألق والإبهار بقيادة هدافه البارع محمد الراشد، فبرازيل القصيم بألوانه الزاهية الذهبية لم يشعروا بالخوف وهم يقابلون (البعبع) الهلالي الذي حضر لبريدة لتكرار الانتصار في رحلة المحافظة على اللقب الكبير.
ـ الزعيم الهلالي تقدم بهدفين ولا أجمل من القناص ياسر القحطاني الذي سجل أحد أجمل أهداف الدوري على الإطلاق ثم عزز زميله المتميز رادوي النتيجة بقذيفة (مدوية) اهتزت بها شباك الثنيان لكن الشوط الثاني كانت فيه القصة مختلفة.
التعاون الذي خسر المباراة الأولى بدون وجه حق بعد أن أضاع هجومه العديد من الفرص نجح في استثمارها في المرة الثانية، فقد صنع (الكابتينو) الرهيب محمد الراشد العديد من الكرات الخطرة التي عجز الدفاع الأزرقاني عن إيقافها إلا بالخشونة أو العرقلة داخل منطقة الجزاء ليضطر الحكم الدولي سعد الكثيري ومساعده في احتساب ركلتي جزاء جاء منهما التعادل العادل، ولو كان هناك مزيد من الوقت لكان التعاون في وضع أفضل ونال الفوز.
ـ تألق الفيصلي والرائد والتعاون ثمار القرارات الممتازة بتقليص عدد اللاعبين المسجلين في كل ناد، فمعظم نجوم هذه الفرق الثلاثة جاءوا من النصر والهلال والشباب بعد أن فقدوا الفرصة فيها فتألقوا مع أنديتهم، فمرحباً بهم في دوري زين وشكراً للثلاثي الرائع، فهد المدلج، فهد المطوع، محمد السراح، على ما قدموه لأنديتهم ولعشاقها الكثيرين.