2010-05-14 | 18:00 مقالات

غلطان يا معاند أبو نوران

مشاركة الخبر      

من الأحياء المكاوية ـ الفقيرة والقديمة ـ أبصر أسطورة الاتحاد محمد نور الحياة، ثم داعب الكرة في زواياها الضيقة، فلفت الأنظار إليه، واعتقد البعض أن الصبي الشقي، سيذهب للوحدة ليعيد ذكريات حسن دوش وسعيد لبان، ومعتوق بصراوي وبقية النجوم في ذلك الزمن البعيد حيث صنعوا تاريخ الفريق الأحمر المجيد.
ـ الأقدار وحدها وقفت دون توقيع نور للوحدة فتدرب مع الاتحاد واستمر في الحضور اليومي متنقلا بين مكة وجوه متحملا قيمة التكاليف الباهضة التي أرهقته فالموهوب (العاصمي) كان يدرك حجم الإمكانيات الفنية الموجودة بين قدميه فرفض استنساخ مشوار عبيد الدوسري المفرح المبكي فمع عميد النوادي يمكن صياغة صفحات بطولية لا تنسى.
ـ كشافو الاتحاد لم يعجبوا بموهبة نور فقط بل انبهروا بروحه وقتاليته وإصراره على إحداث ثورة داخل تركيبة الفريق الكبير الغائب عن البطولات الهامة، وإعادة دوره الريادي داخل المنظومة التنافسية فزمن الهزائم والانكسارات والإحباطات مكانه ليس إتى الغربية.
ـ روح الانتصار وصفات القيادة والأعصاب الفولاذية والقدرة على تحمل أشد الصعاب تواجدت في جسد الفتى الأسمر فحطمت كل العراقيل والحروب والمؤامرات التي صنعها الخصوم الذين أرادوا إيقاف مسيرة نور العميد المظفرة.
ـ ثلاثة عشر عاماً أو زد عليها قليلا كانت مليئة بالانتصارات والبطولات والألقاب الفردية والجماعية رسم فيها أبو نوران البسمة على شفاه عشاق العميد من الماء إلى الماء ليفرد عندليب الاتحاد في مدرجات الملاعب، تعلم، تعلم، منه تعلم مع كل هدف يهز به صاحب الرقم (8) شباك الخصوم.
ـ يقول الأصدقاء المقربون من نور إن من أهم أسباب استمراره في الملاعب تواضعه وبساطته فالشهرة الطاغية والثراء الزائد لم تدخلا الغرور إلى جسده فهو يحمل قلبا أبيض ونظيفا ودائما يحرص على مساعدة أسرته ومحبيه وأنه شديد التأثر بظروفهم وأن منظره الجدي داخل الملعب يختلف عن خارجه.
ـ ويقول عنه الاتحادي (المبتعد) منصور البلوي أن نور يحرص على رضا والديه في حضورهم وغيابهم ولذا خرج من أزمات متعددة بتوفيق الله أكثر قوة وإصرارا فحقق كافة تطلعات الجماهير ليكون فارسها الأول والأخير.
ـ لقد نال نور الكثير من عبارات الإشادة لكن أجملها ما قاله الوالد القائد الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد تتويج نادي الوطن باللقب الأغلى والأهم (أن العيون تراها عليك) وهي عبارة توضح حجم الدور المؤثر الذي يؤديه النجم الكبير داخل المنافسات الكروية وهذا ما يؤكده إصراره على التقدم لتنفيذ الركلة الحاسمة التي نقلت الأفراح من الهلال إلى الاتحاد.
ـ وأخيراً أقول: إن إضاعة نور لركلة الجزاء التي احتسبت له في الدقائق الأخيرة ستجعله يبتعد عن تنفيذ مثل هذه الألعاب القاتلة التي تحول أي نجم يهدرها إلى لاعب مغضوب عليه وغير مرغوب فيه لكن أسطورة الاتحاد التاريخية عاد لتكرار المحاولة بقلب شجاع وقدم حديدية لتهز كرته شباك العتيبي ليطير معها عشاق العميد فرحاً بالفوز باللقب ويصيح أبو ثامر بأعلى صوته، وهو أمام الشاشة غلطان يا معاند أبو نوران.
إلى اللقاء يوم الاثنين القادم