الأمير تركي والنيران الصديقة!!
ــ
أي إحراج أوقعه الهلال السعودي برئيس الاتحاد العربي لكرة القدم الأمير تركي بن خالد، وأي إخراج سيحفظ ماء الوجه للديار الّتي أسست الاتحاد العربي واحتضنته وترأسه أبناؤها حتى يومنا هذا؟؟..
الأمير تركي بن خالد الذي سعى جهده لعودة قوية لبطولات العرب، وحرص على التمثيل اللائق بالفرق المشاركة، وأقنع الإمارات بالعودة عن قرار الغياب، ثم امتص صدمة اعتذار العين بتهيئة البديل فورًا.. والّذي ما يزال يُطفىء شرارة أي حريق ينبعث من دخان الاعتذار من هنا وهناك... والذي أمّن العصب المالي والمغريات بنسخة طائر الفينيق في أرض الفراعنة، ونجح في تجاوز العقبة المزمنة المتمثلة في تعارض المواعيد والروزنامات بين المشرق والمغرب...
هذا الرئيس الذي تصدى للتحديات التي لا تغيب عن بال أحد، والذي تفادى الضربات من الشرق، جاءته ضربة من الغرب بعدم اكتمال الهلال بدرًا في سماء بطولة العرب للأندية، ففي توقيت حرج، أعلن النادي السعودي الكبير عن المشاركة بالفريق الأولمبي لتحلّ معضلة تضارب المصالح محل معضلة تضارب المواعيد، فمصلحة الهلال في التحضير للموسم المقبل، لذا يشارك في الفريق الأولمبي وما دون، مع بعض التجميل بمشاركة النجمين الكبيرين ياسر القحطاني ومحمد الشلهوب اللذين جدد لهما النادي كقيمة معنوية بعدما تدنت القيمة الفنية بتراكم السنين، ولكن هذا ليس أكثر من "رش السّكر على الميت".
بطولة العرب للأندية المنبعثة من الرماد، لا يشارك فيها نادٍ سعودي كبير بفريقه الأساسي، تُعيد إلى الأذهان مشاركة المملكة بالمنتخب الأولمبي في بطولة كأس العرب التاسعة في العام 2012، وهي البطولة الّتي عادت إلى الحياة بعد عشر سنوات!!...
فلا بأس عليك الأمير تركي، فالنيران الصديقة كانت وُجهت لسلفك من رؤساء الاتحاد العربي، ولكن العزاء للسلف، أن الفرق الأحد عشر المشاركة في كأس العرب كان جلها من الأولمبي، ولكن لا عزاء لك متى عرفنا أن الفريق السعودي الهلالي يكاد يكون الوحيد بين الفرق الإثني عشر المشاركة في بطولة العرب للأندية الّذي تراجع عن تمثيل النادي بالفريق الأساسي، بل أنه لم يجامل حتّى بإضفاء بعض الثقل على هذا الفريق الخفيف ويُقدم على ما أقدم عليه اتحاد الكرة السعودي آنذاك "بإجبار" المدرب الهولندي فرانك ريكارد على تولي المنتخب، فيما نادي الهلال، لم يجرؤ على ذلك مع الأرجنتيني دياز!!..
لا بأس عليك الأمير تركي، لقد كُتب على البطولات العربية ألاّ ترتاح من العوائق والمصاعب والمطبات وتضارب المواعيد ونوعية تمثيل الأندية والمنتخبات، فالمشاركة عادةً ما تكون بالإكراه أو المجاملة أو الخجل مسايرةً لشعار جمع كلمة العرب...
لا بأس الأمير تركي، فنظرة الاتحادات العربية لهذه البطولات والتعامل معها بجدية وواقعية، لن تتغير، حتّى بعدما أوجدت المصلحة المالية، فهم غير مقتنعين بجدواها ولا يولونها الاهتمام الذي يولونه للبطولات الأخرى، خاصة الآسيوية والإفريقية...
الأمير تركي، لقد كتبتُ في العام 2012 مقالاً في "الحدث الرياضي" بعنوان: كأس العرب عادت فهل يعودون إليها؟؟ أوردت قسمًا من مضمونه في الفقرتين الأخيرتين آنفًا، فانظر ماذا تغير؟؟