كل الغرابة يا نصر!!
لا غرابة أبداً في خروج نادي النصر من هذا الموسم بلا أي لقب، بل إنّ تحقيقه الوصافة في كأس ولي العهد والبطاقة الآسيوية، من خلال المركز الثالث في الدوري، يُعتبر إنجازاً لفريق في الدوري عاش المشاكل مداورة منذ عودته إلى القمم في الموسمين اللذين سبقا الموسم الماضي، وهي مشاكل أساسية وحيوية، كيف لا وهي تضرب الوضع الإداري برفع الرئيس الصابر المكابر الأمير فيصل بن تركي راية الاستقالة من الموسم الماضي إلى الموسم الجاري، مع وقف التنفيذ، كأنه يرصد أي تسلّل إلى كرسي الرئاسة، مع العلم بعدم وجود لاعبين مهاجمين مجازفين، في وقت تُنشر أرقام عن العجز تلامس الـ260 مليون ريال.. وهي مشاكل تضرب العصب الأساسي وتنخر العظام وتقوّض الخزينة الفارغة، بل المديونة بمئات الملايين من الريالات، فمن السباق إلى تسديد مستحقات للاعبين أجانب، وخفض الديون إلى التفتيش عن سيولة لدفع رواتب اللاعبين الذين لم يقبضوا منذ أحد عشر شهراً، إلى تراكم القضايا في غرفة فض المنازعات، إلى بروز أزمات مع لاعبين كبار في الفترة الأخيرة، وفي طليعتها إجراء مخالصات مالية، آخرها مع نايف هزازي وعبد الله العنزي، بالإضافة إلى مخالصة نهائية مع المدرب الفرنسي كارتيرون الذي رفض المغادرة ما لم يحصل على كل مستحقاته..
.. وهي مشاكل تضرب الجهاز الفني وتطيح بالمدرب زوران، بعد تفاقم الخلافات بينه وبين القائد حسين عبد الغني الذي أُبعد عن الفريق. ولا يجد الفرنسي البديل كارتيرون الوسيلة التي تُقنع اللاعبين المحرومين من رواتبهم قرابة عام، بأن يركزوا على المباريات، في حين تخلّف عدد كبير منهم عن التمارين استعداداً للمباراة الأخيرة من الدوري أمام الهلال التي خسرها النصر بنتيجة تاريخية "1ـ5". فلا غرابة في ذلك؛ فهي رصاصة الرحمة على موسم خلا من أي لقب.
والغرابة كل الغرابة، أن يتسرّع اللاعب الكبير ماجد عبد الله في التصريح بأنّ مستقبل النصر في رحيل فيصل بن تركي الذي دفع من جيبه ما دفع من ملايين، في حين يتحمّل الرئيس الأمير كرة النار ولا يرميها قبل أن يتأمن البديل، سواءً برئيس جديد أو بمبالغ بحدود الخمسين مليون ريال، "أقّله" بدفع جزء من الرواتب المتأخرة وتعليق عقوبة الإيقاف عن تسجيل اللاعبين لفترة، التي فرضها اتحاد الكرة السعودي.
وسيكون أمراً غريباً أن يترك الأمير فيصل بن تركي رئاسة النادي لتصبح الإدارة الجديدة في يد الهيئة العامة للرياضة، على غرار ما يعاني منه نادي الاتحاد، وهذا سيكون ضربة قاصمة لمجلس الشرف النصراوي، خاصة بعد الاجتماع الحاشد في مزرعة رئيس المجلس الأمير مشعل بن سعود الذي عاد بموجبه "كحيلان" عن الاستقالة، مقابل مقررات الدعم المالي.. الذي لم يحصل!!
والحق يُقال والحالة هذه: إنّ الحرمان من أي لقب يتحمّل مسؤوليته الوضع الإداري والمادي في الكيان النصراوي، مع تحييد الرئيس المتروك وحيداً في الميدان، أمّا المدرّب الفرنسي كارتيرون واللاعبون فيتحملون مسؤولية المفارقات في النتائج؛ فالغرابة كل الغرابة أن يخسر النصر خمس مباريات من فرق صغيرة، أربعاً منها أمام أندية الشرقية "الاتفاق، الخليج، التعاون، والقادسية"، وأمام فريق الباطن، ويتعادل أمام الفيصلي، في حين أنّه لم يخسر أمام الكبار إلا مباراة واحدة ولكنها تاريخية "1ـ5"، وأمام الخصم اللدود الهلال.
والحق يُقال إنّ نقطة البداية للموسم المقبل هي الاستحقاق الآسيوي التي أمّنها المركز الثالث في الدوري، ولكن هل نجد نقطة النهاية للأزمتين الإدارية والمالية؟!