أين الزمالك من المستشار!!
كرة القدم المصرية ابتليت برجل قانون برتبة مستشار، أقلّ ما يقال فيه إنه بحاجة إلى مستشارين عدة، واحد لتجنيبه الخروج عن النص القانوني، وآخر لتقويم سلوكه للحول دون انزلاقاته اللفظية الّتي غالبًا ما تخرج عن الآداب العامة، وثالث مختص فقط في منعه من خلع حذائه ورفعه في وجه الناس أو رشقهم به..
نتحدث بالطبع عن المستشار مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك، الّذي قبل أن يرفع حذاءه في اتجاه جمهور نادي الوداد البيضاوي المغربي، وكان فعل ذلك في مقصورة استاد القاهرة خلال مباراة بين الأهلي والزمالك، إذ وضع حذاءه على الطاولة أثناء مناقشته أعضاء من إدارة الأهلي، وكان سجن لمدة عام بسبب شتمه أحد القضاة، وقبل ذلك سجنه وزير الداخلية الأسبق زكي بدر.. وتوارى في فترة الأحداث الأخيرة عن العدالة..
هذا "الرجل العظيم" من أبناء الفراعنة يحتمي بحصانته البرلمانية، ويُجاهر بأنه يستطيع بذلك الوصول إلى الحقيقة. ويتهم مسؤولاً في اتحاد الكرة المصري بالكذب، ويتسلح بقدرته الفائقة على مناظرة خصومه بالمستندات، ويخيف بذلك من تسول له نفسه أن يترشح مقابله في انتخابات نادي الزمالك.
وهذا الرجل القانوني "المسحوب من لسانه" على حد تعبير الأخوة المصريين، استخدم فظاظته خارج حدود مصر، فاتهم إدارة النادي الأهلي السعودي بالنصب، في موضوع سداد قسط من صفقة انتقال محمد عبد الشافي بالإعارة، وقال إن الإدارة تشوه سمعة ناديها، مهددًا بتحصيل مستحقات الزمالك بالإكراه..
المستشار مرتضى منصور الّذي حبس بعض الأشخاص لاتهامهم بالشروع بقتله، يؤمن بنظرية المؤامرة لدرجة تخال أنه مخترعها، من ذلك قوله إن الأهلي، المنافس التقليدي للزمالك والمتفوق عليه في البطولات، يفوز منذ ستين عامًا بمجاملات قضاة الملاعب.
هذا المستشار الوطني، قال إن مستوى التحكيم سيقود إلى فتنة بين قطبي الكرة المصرية، وقد دفعه إيمانه العميق بنظرية المؤامرة، إلى اتهام لاعبي ناديه الزمالك بالتآمر على مهاجم جديد في الفريق، محذرًا بإخماد هذه المؤامرة، كما قال، وهو يتهم لاعبًا من نادي المقاصىة بإهدار ركلة جزاء عمدًا أمام الأهلي.. بل اتهم لاعبًا من ناديه الزمالك بإهدار الفرص أمام نادي سموحة!!.
ومرتضى منصور الّذي بلغ به الأمر إلى مطالبة الـ"فيفا" بإلغاء الدوري المصري لأسباب تحكيمية في المباريات، يتصرف كأحد أبناء فرعون النجباء، فلم يتوانَ عن إقالة "ميدو" على الهواء بعد خسارة الزمالك أمام الأهلي الموسم الماضي، بعدما كان تلاسن معه في وسائل الإعلام، وهاهو اليوم يأمر بإزالة لوحات من نادي الزمالك تحمل صورًا لثلاثة لاعبين سابقين من رموز النادي بينهم حازم إمام، ابن الراحل الكبير حمادة إمام، علمًا أن "الثعلب الصغير" يُنافس مرتضى على رئاسة النادي.
الحق يُقال إن مرتضى منصور لم يوقف هذا الموسم إسطوانة التهديد بالانسحاب من دون أن ينسحب مرة، ولم يتوقف عن توزيع التهم والتصريحات المشينة، وواصل الإسفاف في الكلام، مطالبًا الغير باحترام الزمالك رغمًا عنهم، مثلما طلب من مدير الكرة في النادي الأهلي مؤخرًا قائلاً له: "الزمالك أكبر منك".
والحق يُقال أيضًا إن الزمالك أكبر من مرتضى منصور وأكبر بكثير، بل إنه يصغر به، وهذا الرجل يسيء للزمالك ولمهنة المحاماة ولمصر، ولا يصلح أن يكون على الإطلاق شخصية قيادية.