2017-04-14 | 02:51 مقالات

إن لم يكن الملكي!

مشاركة الخبر      

سواء انتزع الهلال صفة النادي الملكي أم لا، فهو الملك، ملك الألقاب سعودياً وآسيوياً، وملك الاستقرار، وملك الجماهير المنتشرة في كل مكان..
أرجو المعذرة من الأندية الأخرى، وجماهيرها، فأنا لا أؤكد بكلامي هذا "هلاليتي" التي يراها بعضهم واضحة، فيما يرى الآخرون أني اتحادي الهوى، ويميل بعضهم الآخر للاعتقاد بأني شبابي الانتماء ومناصر للنصر، وأبصم على تسمية الأمير سلطان بن فهد النادي الأهلي بـ"الراقي".
الله سبحانه وتعالى، يعلم وحده ما في القلوب، ولكن حيرتي في "فضولية" الأخوة السعوديين في الإصرار على انتزاع اعتراف بهويتك الرياضية، لا تزال مدار تساؤل، فالسؤال التقليدي: من تشجع؟ يبدأ من جالس بقربك في الطائرة، أو قادم من كرسي آخر خصيصاً لطرح السؤال ذاته، متواصلاً من رجل الجوازات قبل الختم، ولا ينتهي مع من يصادفك في الفندق أو في المطعم أو أي مكان عام..
ولا أعتقد أنّ هذا نوع من أنواع التعصب المستشري، والذي يخضع هذه الأيام للعلاج لاستئصاله بمبضع الهيئة العامة للرياضة ومشرط وزارة الإعلام وباقي الوزارات، بل حب للنادي وتعلّق به.. وهذا ما فسره لي على الهواء الأمير نواف بن فيصل، وزاد: إنه حب للوطن في الأساس..
المعذرة لهذا الاستطراد الذي كاد يحيد عن درب الهلال موضوع كلمتي اليوم، وإن كان هذا الاستطراد يتماشى بعض الشيء مع التعصب المتأصل في النفوس، فيكفي الخلاف على تسمية ما، كما هو حاصل الآن بين الأهلاويين والهلاليين، حول أحقية أي من الناديين هو النادي الملكي، ليتحوّل ذلك إلى انقسام عمودي في الرأي العام، سرعان ما تنفث منه سموم التعصب الأعمى..
لماذا لا نتفق على الاكتفاء بما هو مرسّخ من الألقاب: الهلال الزعيم، النصر العالمي، الاتحاد المونديالي، الأهلي الراقي.. ونجعل صفة "الملكي" متاحة للجميع، فبطل الموسم، أي الأكثر فوزاً بالمسابقات.. هو الملك، ولكن بتاج مؤقت ينتقل إلى البطل التالي.. وهكذا دواليك..
والحق يُقال، إنّ الهلال هو الملك الكروي المنتظر لهذا الموسم، على الرغم من أنّه خسر لقبي كأس ولي العهد وكأس السوبر، ولكنه يمضي بقوة وثبات في دوري جميل، إذ يحتاج إلى ثلاث نقاط للتتويج، وهي النقاط ذاتها التي تؤهله إلى الدور الثاني في دوري أبطال آسيا، علاوة على تأهله إلى الدور نصف النهائي لكأس الملك للأبطال..
ربما يُتوج الهلال غداً رسمياً بدوري جميل، معززاً رقمه القياسي باللقب الرابع عشر، وذلك بعد غياب خمس سنوات، مع احتمال كسر أرقام قياسية جديدة. وليس هذا بعيد المنال، فهو حتى قبل أربعة أسابيع من النهاية يتقدّم بفارق عشر نقاط وهو الأكثر فوزاً (18 مباراة في الصدارة و8 منها توالياً)، والأقوى هجوماً ودفاعاً.
الهلال، فوق ذلك، الأكثر استقرارًا إدارياً ومالياً وفنياً، ففي الوقت الذي تعاني فرق المقدمة مشاكل مختلفة، يقود الرئيس الأمير نواف بن سعد الدفة بنجاح، ويؤكد مقولة أحد رموز النادي وأحد رؤسائه السابقين الأمير بندر بن محمد، إنّ للهلال رجالاته.. يستطيعون إكمال المسيرة، بدعم أعضاء الشرف، سواء بقي هو أو رحل، فالنادي لا يقف على رجل واحد..
والهلال يقوده في الملعب مدرّب كبير منذ الجولة السابعة، حاصداً فارق النقاط العشر.. والهلال يؤازره جمهور كبير ليس في الرياض وحدها، بل في كل أرجاء المملكة، ينضمون إلى الجماهير الزرقاء الموجودة في كل منطقة..
هذا هو الزعيم، الملك الكروي المنتظر للموسم، يحدد زمان الاحتفال ومكانه.