2017-03-17 | 03:36 مقالات

"الأخضر" مقياس لقوة "جميل"

مشاركة الخبر      

ما زلت أؤكد وبدون تحفّظ أنّ الدوري السعودي هو الأقوى عربياً، وما زلت أعتقد أنّ الجمهور في المملكة عنصر فعّال في إضفاء القوة على هذا الدوري، إذ يصل عدد الحضور في المباريات الكبرى إلى 60 ألف متفرّج، خاصة في مباريات "الديربي" وينخفض هذا العدد قليلاً (57 ألفاً) في لقاءات الكلاسيكو، وآخرها نهائي كأس ولي العهد في ملعب الملك فهد الدولي بين الفريق العاصمي الهلال، والفريق الجداوي الاتحاد.


هذا العدد الكبير من الحضور الجماهيري لا يقتصر على عدد محدود جداً من المباريات، وذلك أنّ اتساع رقعة المملكة وتراميها، وتواجد فريقين متنافسين تقليديين على الأقل في كل منطقة، يشكّل اللقاء بينهما ما يُعرف بـ"الديربي"، إضافة إلى تواجد فرق كبيرة تصل إلى خمسة في الرياض وجدة، يشكّل اللقاء بينهما ما يعرف بـ"الكلاسيكو"، ومع مضاعفة مثل هذه اللقاءات ذهاباً وأياباً، عدا عن المسابقات الأخرى غير الدوري، كما حصل هذا العام في نصف نهائي ونهائي كأس ولي العهد.


فمع هذه العناصر المؤثرة "يتغذى" الموسم الكروي بدسم مستمر وكأنه في اشتعال دائم.. وفيما نرى، في بلدان أخرى إخماداً لشعلة التنافس بابتعاد أحد الفرق التقليدية في الصدارة، وبالكاد يلاحقه فريق آخر، يحتدم التنافس في دوري المحترفين بين خمسة فرق على الأقل، كما هي الحال هذا الموسم، حيث بقي فارق النقطة فاصلاً بين فرق الصدارة الخمسة قبل أن يبتعد الهلال في الشهر الماضي بثماني نقاط، فيما بقي فارق النقطة بين ثلاثة فرق..
ويلعب الإعلام السعودي في أوجهه المختلفة دوراً في إذكاء نار الحيوية، ولو أنه يقوم بدور سلبي في المحاباة أو المحاربة في كثير من الأحيان.


وهناك مقاييس عدة تصب في مصلحة الرأي القائل بأنّ الدوري السعودي هو الأقوى منها ما يحقّقه حتى المرحلة الثالثة من دوري أبطال آسيا فريقان سعوديان من غير فرق المقدمة، بل إنّ أحدهما (الفتح) يقبع في المركز الأخير في الدوري قبل خمسة أسابيع من النهاية ويهزم متصدّر الدوري الإماراتي حالياً وبطل الموسم الماضي (الجزيرة) وبثلاثية، أمّا الفريق الآخر فهو أحد فرق الوسط (التعاون) ويتأخر عن المتصدّر بنصف عدد النقاط ومع ذلك خطف نقطة من الأهلي الإماراتي في عقر داره وجمع أربع نقاط في ثلاث مباريات.


وثمة من يقول إنه تِبعاً لمقولة أنّ الدوري القوي يُنتج منتخباً قوياً لا يُعتبر الدوري السعودي قوياً كون المنتخب يغيب عن المونديال للمرة الثانية على التوالي وكذلك فقد "المجد" الآسيوي منذ سنوات، ولكن هذه المقولة ليست قاعدة. فهناك أمثلة عديدة وخاصة في قارتنا على أنّ بعض المنتخبات أقوى من مستوى الدوري في بلادها، خُذ مثلاً أستراليا بطلة القارة الآسيوية وبطلها سِدني الذي فاز ببطولة أندية آسيا على حساب الهلال وبطريقة "اغتصاب" اللقب!!.


الحق يُقال إنّ كل المنتخبات في العالم تمر بمرحلتي (خسوف وكسوف) بعد مرحلة الإشعاع والإبهار، خُذ البرازيل مثلاً وهي الأكثر فوزاً بكأس العالم وأحسب الفترة التي تغيب فيها عن صدارة تصنيف المنتخبات في العالم ولا تنسى السبعة أهداف الألمانية في مرماها، وانظر أيضاً إلى وضع الأرجنتين المزري في تصفيات المونديال الحالية.


من قال لي البارحة على الهواء إنّ الدوري السعودي ليس قوياً لأنّ المنتخب لم يعد لمنصات التتويج عليه أن يراجع شريط نتائج "الأخضر" في تصفيات أمم آسيا التي انتهت بتأهله، وإلى تصفيات المونديال التي تضعه على أبواب موسكو.