2017-02-24 | 02:24 مقالات

جاءتني شهادة من.. كامل!!

مشاركة الخبر      

اليوم، وبعد ثمانية أيام من ذلك التكريم العفوي الذي بادر به زميلنا الكبير محمد الجوكر نائب رئيس تحرير جريدة البيان الإماراتيةـ، وأشعل شرارة الأصداء الأولى الزميل المخضرم بدر الدين الإدريسي رئيس تحرير جريدة المنتخب المغربية، لينير الأضواء رئيسنا الأسبق في "الرياضية" أخي وزميلي الكبير سعد المهدي، وليستكمل سلسلة الردود والتعقيبات زميلنا مرزوق العجمي أحد فرسان الكلمة في الكويت، فلا تنتهي مع وسائل التواصل الاجتماعي ولا مع رنات الهاتف..

 

اليوم وبعد هذه الأيام التي غلبت عليّ خلالها مشاعر الفرح والتأثر، أُدلي بدلوي، ليس لتقديم الشكر والامتنان وحسب، بل لأحمد ربي على هذه النعمة التي خصّني بها من خلال عملي الإعلامي العام والرياضي بشكل خاص، ألا وهي محبة الناس، خاصة إذا كانوا من أبناء المهنة، وكلنا نتحسّس "عداوة الكار" في كل المجالات..

 

ومع أنني لم أُعلن اعتزالي بعد على الرغم من بلوغي سن التقاعد منذ سنوات، داهمتني مظاهرة تكريم أقنعتني بصدق الكلمة التي يقولها عادة كل لاعب معتزل أو فنان أو كاتب مكرّم: "حب الناس أعظم ما خرجت به من مكاسب"..

 

وضعت رئيسي الثاني في "الرياضية" أخي أبو نواف في الأصداء الطيبة، وممّا نقلت له أنّ أحد أولادي اختصر مقالة "غبريس لمن لا يعرفه" بعبارة: "فشة خلق عظيمة".

 

أمّا الانطباع العام في نفسي فانصبّ حول كسبي الرهان بأني عملت وجهدت وضحيت من أجل أن أكون صحافياً وأبقى، غير متطّلع إلى الكسب المادي والارتزاق، وأنّ هناك من اقتنع بذلك وقدّم شهادته من ذلك قول الجوكر: "كان يصرف من ماله وظلّ يعاني ويصفّق بيد واحدة". وقول الإدريسي: "إنه مؤمن بأنه وهب للصحافة الرياضية عمره وأجر ذلك عند الله أكبر من كل الملايين".

 

أمّا المهدي فقد قدّم الشهادة الكبرى:" كان يمكن أن يتحوّل (الصحافي سعيد غبريس) إلى (رجل الأعمال أو الثري غبريس)، لو أنّ بعض الذين كانوا يتتبعون بارتياب وشك رحلاته إلى دول الخليج التي لم تنقطع لأكثر من 30 عاماً مضت، لو لم يكذبوا بقولهم إنه ليس أكثر من مستفيد يخفي وجهه بقناع الصحافة، وأشهد إنه ليس إلا صحافي، ولم يكن ولا يريد أن يكون أكثر من ذلك.. إنه صحافي مارس فعلياً مهنته ولم يدّعيها أو يحوم حولها، أو يتكسّب من ورائها..

 

وطالما أنّ الشيء بالشيء يُذكر، ولو أني سأبدو في حالة من يمدح نفسه، أسوق شهادتين من رجلين إعلاميين وإعلانيين كبيرين من لبنان، عملت معهما حوالي أربعين عاماً توالياً. الأول الأستاذ طلال سلمان رئيس تحرير وصاحب جريدة السفير الذي أرسلني إلى إفريقيا الغربية في العام 1980 لأبني له جسراً للتعاون مع أبناء الجالية اللبنانية، وعندما أنهيت المهمة طرحت عليه أن نقوم بمهمة أخرى اقتصادية، فقال لي بالحرف الواحد: المرة الأولى رجعت وعلى بنطلونك رقعة، والمرة الثانية ستعود وعليه رقعتان.. أمّا الثاني فهو الأستاذ المرحوم أنطون شويري باعث العصر الذهبي لكرة السلة اللبنانية وصاحب مجلة "الوطن الرياضي"، الذي قال لي باللهجة اللبنانية: "عملت نجم وما عملت فلوس.. وقلت له: الاثنان لا يلتقيان..

 

الحق يُقال إنّ هذه الحالة الوجدانية التي أعيشها منذ 14 فراير/شباط الماضي أعادتني إلى 29 يناير 2007 وإلى شهادة من الكاتب السعودي الكبير عاصم عصام الدين، نشرها في جريدة شمس، وقف بها إلى جانبي في وجه "غضب ساطع" أصابني بسبب مقال في "الرياضية"، ومما قاله: هل بعد ثلاثين عاماً قضيتها في أروقة الصحافة الرياضية مهتماً بأدق تفاصيل الكرة السعودية، ومؤازراً ومؤيداً ومبتهجاً لأفراحها وبإنجازاتها.. بعد ذلك لا تستطيع أيها الغبريس أن تدلي بدلوك في قضية اتحاد وهلال.. بل "تُشرشح" وتُهاجم وتُتهم بأقذع الأوصاف وتُشتم رياضة بلدك، ويُستكثر عليك أن تحضر المباريات في منصاتهم.. فهل تستحق كل هذا!؟.