2017-01-27 | 04:27 مقالات

"العميد" اليتيم

مشاركة الخبر      

ينطبق القول (في الليلة الظلماء يُفتقد البدر) أكثر ما ينطبق على نادي الاتحاد جدة الذي افتقد رئيسه "الذهبي" العائد أحمد مسعود ـ يرحمه الله ـ بعدما صحّح أوضاعه المالية وأنقذه من الدوامة واضعاً إياه على السكة الصحيحة للانطلاق نحو قطار الدوري الذي يغيب عن خزانته منذ الموسم 2008ـ2009 ونحو استعادة لقب كأس ولي العهد الذي حقّقه آخر مرة في العام 2004 .

 

ونجح الاتحاديون في تخطي الصعاب على غرار ما فعله رئيسهم الراحل على عجل وكان أفضل رد لوفائه وأفضل تحية لوفاته تصدّره المرحلة الأولى من دوري جميل ووصوله إلى نهائي كأس ولي العهد.

 

ولكن الإدارة الجديدة المؤقتة برئاسة حاتم باعشن وإن نجحت في إعادة الصورة الزاهية للفريق في الملاعب فإنها عجزت مالياً في عدم القدرة على تجاوز المعيار المالي للرخصة الآسيوية ليغيب البطل الأفضل في التاريخ الحديث في دوري أبطال آسيا بلقبيه المتتاليين (2004 و2005) عن البطولة القارية وبالتالي ليسقط عن صدارة الدوري بفعل حسم النقاط الثلاث من قبل "الفيفا" وبسبب قضية تعود للعام 2009 وعلى خلفية عدم سداد كامل مستحقات اللاعب الأرجنتيني مانسو. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل قيّدت الأزمة المالية قدرة النادي في قيد لاعبين جدد في الفترة الشتوية.

 

ومن حسن حظ "العميد" أنّ الثلاثي العربي التونسي العكايشي والمصري عبد المنعم كهربا والكويتي الأنصاري جعلوا النادي بغنى عن تعاقدات جديدة بتألقهم إلى جانب فهد المولد، غير أنّه وحسب القول الشعبي اللبناني (اكتمل النُقل بالزعرور) أُضيفت شكوى النجم الساحلي إلى "كوم" المشاكل المالية. ذلك أنّ النادي التونسي طالب وبعد صبر طويل كما جاء على لسان رئيسه بتسديد قيمة انتقال العكايشي "الباهظة" في مثل هذه الظروف ومع ذلك فقد أغلق النادي الجداوي ثلاث شكاوى لدى "الفيفا".

 

عميد الأندية السعودية وفي عيده التسعين أثبت مرة جديدة أنّه يقاوم العواصف الخارجة عن إرادته بإرادة لاعبيه وصلابتهم في الملعب حين أحرج الفريق الطليعي الإسباني أتلتيكو مدريد محققاً نتيجة جيدة (2ـ3) حدَت بالأمير عبدالله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة بالقول: شرّفتوا الكرة السعودية بالأداء الممّيز.

 

والحق يُقال أن نادي الاتحاد يبدو منذ أكثر من عشر سنوات كاليتيم الذي فقد الأبوين ولم يعد في مأمن من غدر الزمان بعدما ولّت ضمانات الفاعل والداعم اللذين كانا  يقفان خلف الرئيس الذهبي منصور البلوي الذي سعى أن يكون على قدر تسمية (المؤثر) التي أطلقها عليه الاتحاديون ولكن (تأثيره) تلاشى تدريجاً حتى اختفى أثره باستقالة شقيقه إبراهيم من رئاسة النادي.

 

نادي الاتحاد يتيم إلا من هدير عروس البحر لأحمر وهدير الجمهور الأصفر.