كي تبقى يا حسين ذكرى وأنشودة
كابتن حسين عبد الغني.. أُخاطبك مخاطبة من يحبك خارج الملعب كشخص ودود تحترم الجميع، وكرجل ناجح في أعمالك الخاصة، وكلاعب يتمتع بمواصفات فنية وبدنية مميزة، وكأحد اللاعبين الذين نالوا جائزة أفضل لاعب عربي في استفتاء مجلة "الوطن الرياضي" وتسلم الكرة الذهبية من الأمير سلطان بن فهد بحضور الأمير نواف بن فيصل، وهنأتك في حينه برغم أن قناعتي الشخصية آنذاك أن محمد الدعيع هو الأحق بالجائزة، وقد شرحت آنذاك في افتتاحيتي بالمجلة وجهة نظري، وكذلك في مقالتي الأسبوعية في "الرياضية".
ولكني يا كابتن حسين، أدعوك أن تخرج من الملاعب في أقرب فرصة مناسبة، بعدما تعود المياه إلى مجاريها بينك وبين المدرب الكرواتي زوران الذي كما يبدو، وضع "فيتو" عليك وأخرجك من حساباته نهائياً، فعودة المياه إلى مجاريها تحفظ لك ماء الوجه، فلا تعاند، لأن العناد كفر، ولا تركب رأسك إلى ما لا نهاية، كما فعل محمد نور، الذي أضاع عليه فرصة الخروج من الملاعب حافظاً ماء الوجه وحافظاً بالتالي سجلاً زاخراً لا نظير له.
فكما أبو نوران كابر وكابر وأراد أن يغيّر أمراً لا يتغير، وبدا كأنه يحارب طواحين الهواء في قضية إيقافه بإدانته بتناول المنشطات، هكذا أنت يا أبا عمر، تريد أن تغيّر واقع الحال بالمحال، فواقع حالك في الملاعب طغى عليه السلوك المشين، وطمس، أو كاد، الصورة المشعة للاعب القدير الفذ.
لقد حصلت يا كابتن حسين، على كل شيء في كرة القدم، فسطرّت صفحات ناصعة مع قلعة الكؤوس، وخضت تجربة الاحتراف في أوروبا (سويسرا)، وكنت القائد للمنتخب الوطني، وحملت الشارة أيضا مع الأهلي، ثم مع النصر الذي شاء القدر أن يعود إلى المنصات والألقاب في ظل قيادتك، ولقد عمرّت في الملاعب سنوات بعد سن التقاعد المفترضة، وأهم من كل ذلك أنك كسبت محبة الجماهير، وهذه هي النعمة الأفضل الّتي يحصل عليها لاعب كرة القدم، لأنها تجعله ذكرى وأنشودة.
فلا تخدش هذه الذكرى، ولا تشوّه نغمات هذه الأنشودة بالعناد والمكابرة، وأخرج الآن بعدما تعود إلى الملاعب، طالما أنك أنهيت الخلاف مع زوران العنيد ولو شكلياً، وفتش مع "كحيلان" نصيرك في النصر، عن الإخراج المشرّف لخروجك، وهو "قدّها وقدود".
أخرج يا حسين ولا تتلكأ ولا تتباطأ، فأنت، شارفت مرحلة الاعتزال منذ سنوات، ولم تعد مقنعاً في أدائك ومستواك، وهذا أمر طبيعي، وليس من المهم أن تكون مقتنعاً بإمكاناتك الّتي تعتقد أنها تتيح لك العطاء سنة أو سنتين أو أكثر كما كان اللاعب القطري الكبير منصور مفتاح، وكما دأب محمد نور على ترديده.
لا تخدع نفسك يا حسين، فتعتقد أن الفرصة أُتيحت لك لتبقى، لأنها والحق يقال، الفرصة لتخرج.