معوقات راسخة للتمثيل الدولي
يحمل الأمير عبدالله بن مساعد الآمال الكبار في الحضور السعودي المؤثر على الساحة الرياضية الدولية مع حلول العام 2026، بل هو وصف هذه الآمال بأنها هاجسه، وذهب إلى أبعد من ذلك، حيث قال إنه قطع على نفسه عهداً بمراجعة كل شيء يطوّر الرياضة السعودية، ومنها الفائدة من الاتحادات التي تستضيفها المملكة.
ولكن رئيس الهيئة العامة، وهو يحدد الهدف بأن تكون السعودية من أهم وأبرز الأعضاء المؤثرين على الساحة الرياضية الدولية وتملك نفوذاً بالتأثير الرياضي على الصعيدين العالمي والقاريّ بما يتناسب مع مكانتها السياسية والاقتصادية، ساق بعض العوائق الهامة الّتي تحد من تلك الآمال، وأبرزها عدم وضع استضافة مقار الاتحادات والبطولات في أولويات الهيئة حالياً، والإشارة إلى بعض الصعوبات، ومنها عدم منح بعض الدول تأشيرات الدخول، والحضور الجماهيري الذي يختلف عن باقي الدول. وهذا ما يمكن اعتباره من المعوقات الراسخة للتمثيل الدولي.
وفي رأيي، أن المدة الّتي أمضاها فريق العمل لدراسة تمثيل السعودية دولياً (سنة وثمانية أشهر بدل أربعة أشهر)، لا توحي بالتفاؤل الذي يغمر قلب الأمير الرئيس، وحتّى مبررات التأخير الّتي أوردها رئيس فريق العمل خالد البلطان، لا تحمل في طياتها بذور الجدية ولا آلية الدينامية المطلوبة لقطع الوقت بدل تقطيعه.
التركيز على المناصب القيادية والاهتمام بالكيف لا بالكم، هو الرأي السديد، ولاسيما أن السعودية تزخر بالكفاءات، وتكفي الإشارة إلى اختيار سعودي عضواً في مجلس إدارة محكمة التحكيم الرياضي الدولية، للمرة الأولى، وآخر في المحكمة ذاتها ولكن بمنصب آخر (مُحكم معتمد في لجنة الانضباط ونائباً رابعاً للجنة معايير المشاركة في البطولات الآسيوية).
لقد كانت الشخصية القوية والحضور الدولي المؤثر للأمير الراحل فيصل بن فهد (رحمه الله)، تغني عن الكم والكيف، وبعد كأس القارات الّتي حملت، بفضل هذه الشخصية الطاغية للأمير الراحل، اسم الملك فهد (المغفور له بإذن الله)، لم تنظم السعودية حدثاً عالمياً من هذا الطراز أو أقل منه بدرجات.
ومنذ أن تخلى الأمير نواف بن فيصل عن منصبه في عضوية اللجنة الأولمبية الدولية، لم يعد هناك منصب دولي رفيع يتبوؤه قيادي رياضي سعودي، ومنذ أن رحل عبدالله الدبل (رحمه الله)، لم تشهد أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم، شخصية سعودية مؤثرة.
والآن نحن أمام بناء جيل من القيادات الرياضية وبموجب خطة على مراحل لأربع سنوات، وإلى ذلك الحين تكون بعض الدول الخليجية الأخرى، وتحديداً قطر قد "أجهزت" على ما تبقى من مناصب قارية بشكل خاص، ولم تترك حتى الفتات، وبالإمكان اختصار الفارق في التمثيل الدولي بين قطر والسعودية، باختيار سعودي عضواً في الاتحاد العربي للشرطة الذي يرأسه قطري وبالتزكية للمرة الثالثة على التوالي.
والحق يُقال، إن "طغيان" التمثيل القطري، كان وما يزال من "طفرة" استضافة البطولات الدولية والمؤتمرات ومقار الاتحادات.