خيرات برشلونة
نجاحات عدة قطفتها جهات عدة في مهرجان الدوحة الكروي- التسويقي بين برشلونة أحد أعظم أندية العالم وبين النادي الأهلي السعودي بطل دوري جميل، أول الناجحين المنظمون القطريون الذين أجادوا قنص الفكرة التسويقية للخطوط الجوية القطرية التي ترعى طرفي المباراة- المهرجان، وأدخلوها في نطاق الأحداث الرياضية الكبرى التي تنظمها اللجنة العليا المحلية لتنظيم المونديال والتي دأبت منذ فوز قطر بشرف إقامة أول مونديال في الشرق الأوسط وفي دنيا العرب عام 2010 على استضافة عدد من المباريات الدولية المهمة على أرض المونديال. مثل لقاء البرازيل- إنجلترا وريال مدريد- سان جيرمان وبايرن ميونيخ- الأهلي المصري، والسوبر الإيطالي الذي يقام قريباً للمرة الثالثة وآخر هذه المباريات اللقاء المثير بين برشلونة والأهلي جدة.
فضلا عن هذا الاستقطاب العالمي لهذا الحدث والترويج الإعلامي، سجّل منظمو المباراة أول هدف لمصلحة بلدهم بإعطائهم صورة حيّة مغايرة تماماً للحملات المغرضة على معاملة سيئة مزعومة للعمال في ورش المونديال، وذلك حين شاهد العالم النجم العالمي الإسباني تشافي الذي يلعب لنادي السد وهو يفاجئ العمال في ورش الملاعب ويسعدهم بتوزيع التذاكر لحضور المباراة مجاناً.. فهذه البادرة الذكية تُغني عن ملايين الصفحات ومئات ملايين الدولارات.
الأهلي السعودي ثاني الرابحين من"خيرات" قدوم برشلونة إلى الدوحة، فهو نجح في التعويض عن صدمة الرهبة التي أثمرت ثلاثة أهداف إسبانية خاطفة في وقت مبكر من المباراة بثلاثة أهداف ليعدِّل النتيجة بدل أن يستسلم وينهار تماماً، ولايهم إن كانت أهداف الأهلي الثلاثة جاءت بعد خروج الثلاثي الكاتالوني الرهيب ميسي ونيمار وسواريز، فبرشلونة هو برشلونة ولعب مباريات عدة بدونهم وهو ينطبق عليه القول: برشلونة بمن حضر.. وأخيراً وليس آخراً فقد نجح الأهلي في تجديد عقده مع "القطرية" لخمس سنوات.
وهذه الأهداف الأهلاوية الثلاثة هي نصف ما سجلته الفرق العربية منذ الثلاثينيات في مرمى هذا الفريق العريق، ناهيك عن أنّ هذه النتيجة تعكس مدى تطوّر الكرة الخليجية، ذلك لأنّ الفريق الكاتالوني هزم فرقاً من شمال أفريقيا بالـ11 وبـالـ10 وبالـ8 وهزم منتخب الجزائر بالـ5 بينما عجز عن تسجيل أكثر من 4 في مرمى السد القطري في نصف نهائي مونديال الأندية 2011علاوة على أنّ الفريق العربي الوحيد الذي اقتنص نقطة من برشلونة هو كاظمة الكويتي (الخليجي) في العام 2009.
لقاء الدوحة سجّل نجاحاً لافتاً للنجم الإماراتي عمر عبد الرحمن (عموري)، فإذا كان ملعب المباراة ازدان بصور ميسي فإنّ صور "عموري" "احتلت" مساحات وفيرة من "الرياضية"، فهو يستاهل إذ كان على الوعد والموعد بهدفه الرائع مع علامة الجزاء.. في المقابل نجح مهند عسيري بهدفيه في عدة نواحٍ، فهو ترك البصمة السعودية وسط مجموعة اللاعبين الأجانب في الأهلي، وقد رفع راية اللاعبين الاحتياطيين كما لاعب النصر حسن الراهب في وجه المدربين الذين يتركون اللاعبين المؤثرين على الدكة، وهو رد على القائلين بأنّ اللاعبين الأجانب في الأندية جعلوا المهاجمين المواطنين عملة نادرة، ربما هذا الرد موّجه بالدرجة الأولى لمدربي المنتخب الذين طالما اختبأوا وراء هذه الحجة الواهية، فهذا عمر السومة (السوري) متصدّر هدافي دوري جميل لهذا الموسم وهداف الدوري في الموسمين السابقين لم يكن شيئاً أمام ما فعله عسيري المهاجم الاحتياطي وقِس على ذلك باقي اللاعبين الأجانب في الأهلي.
والحق يُقال بأنّ الأهلي قدّم عرضاً رائعاً ولعل تركيز "مانشيت" الرياضية على اهتزاز شباك برشلونة 3 مرات أبلغ تعبير عن إنجاز النادي السعودي.