توأما مصر توأما المشاكل
(يا محلى) تهورات اللاعب السعودي حسين عبد الغني أمام (فظائع) التوأمين المصريين حسام وإبراهيم حسن.
أنا من الذين يقفون حائرين بين سلاسة حسين عبد الغني خارج الملعب وبين مناوشاته ومهاوشاته في المباريات وهو الذي يحمل شارة القائد والمفترض أن يكون المهدئ لزملائه لا مطلق شرارات الاشتباك..
وأنا من الخائفين دائماً على حسين عبد الغني من اندفاعاته القاسية والخطرة على نفسه وعلى الآخرين وهذا ما هو متناقض تماماً مع تقديراته وحساباته حين يرسل الكرات العريضة أو يمرر بدقة وهذا ما يدفعني لدعوته إلى ترك الملاعب الآن طالما هو ما زال بخير وبلا أذى وربما يكون المدرب الكرواتي زوران ماميتش من يخلّص "الكابتن الذهبي" من براثن نفسه..
وإن كنت أدعو حسين عبد الغني للخروج بطريقة (آمنة)، آملاً بأن يحفظ مكانته ويخلصها من أي شوائب إضافية متوقعة أتطلع لأن يخرج التوأمان حسام وابراهيم حسن من ميدان كرة القدم بقرار تأديبي وقائي مع مفعول رجعي إلى قبل حادثة لبنان الشهيرة حين انتزع حسام بمؤازرة إبراهيم بالطبع بندقية أحد العسكريين اللبنانيين واستخدم العنف ويومها أنقذت الدبلوماسية والسياسة التوأمين من المحكمة العسكرية.
هذان التوأمان المصريان اللذان نرفع لهما القبعة كلاعبيَن من الناحية الفنية، ونرفع لهما البطاقة الحمراء من الناحية السلوكية هما توأما المشاكل وعدوا الروح الرياضية.. فمشاجراتهما كلاعبيَن امتدت إلى أدائهما كمدير فني وكمساعد له وهي لا تُعد ولا تُحصى وليس لها نهاية على ما يبدو.
السجل (المخربش) عامر وآخر صفحاته دوّنت لحسام اختتام الموسم الماضي ولإبراهيم افتتاح الموسم الحالي، فالأول تعرّض للإيقاف ثلاث مباريات في نهاية الموسم الماضي وتعرّض للمحاكمة بعد اعتدائه بالضرب على رقيب شرطة يعمل مصوراً في وزارة الداخلية.. والثاني أي إبراهيم تعرّض للإيقاف ثماني مباريات لاعتدائه على حكم مباراة المصري وطلائع الجيش في الجولة الأولى من دوري هذا العام فيما أُوقف حسام مباراة بعد طرده خلال مباراة المصري والإسماعيلي في المرحلة التاسعة.. وكان التوأمان طرفين في الأحداث التي حصلت خلال مباراة المصري والزمالك..
كرة القدم لفظت واحداً من أعظم اللاعبين في العالم بسبب سوء سلوكه، فهل التوأمان حسام وإبراهيم حسن أهم من مارادونا؟ فهذان اللاعبان هما من خانة من نصِفهم بأنهم أعداء أنفسهم، وقد أذهبت سيئاتهم كل حسناتهم وطوت الصفحات البيض وباتا شريكي المشاكل، والأدهى أنهما لم يعرفا الرصانة برغم تحولهما إلى الجهاز الفني وتعديهما مرحلة السخونة والحماسة التي كثيراً ما تتحكم في سلوك اللاعب وكأنهما يرفضان الدخول في مرحلة النضوج والشعور بالمسؤولية.
والغريب أنّ النادي الأهلي استغنى عن التوأمين المشاغبين حين كانا في عز عطائهما كلاعبيَن، فيما بعض الأندية الأخرى تسلمهما مصير فرقها كمدربيَن برغم عدم تركهما أي أثر سوى إعطاء المثل السيئ للنشء.