"العميد" يجّر أذيال المشقة
يجّر نادي الاتحاد أذيال المشقة وهو يقفز فوق الصعاب ويتجاوز المطب تلو الآخر فيتصدّر دوري جميل منفرداً بنقاطه الثلاث عشرة حتى الجولة الخامسة، ومتفرداً بميزة عدم الخسارة وبقوة الهجوم وبتصدّر قائمة الهدافين (مهاجمه المصري كهربا ولكن بمشاركة السوري السومة مهاجم الأهلي)، ومقدماً لاعباً فرض نفسه بين نجوم الموسم سواء مع النادي أو مع المنتخب، ونعني به بالطبع فهد المولد الذي نال سريعاً لقب أفضل بديل في آسيا..
وجارّاً أيضاً أذيال المشقة، تأهل الاتحاد بصعوبة إلى دور الـ 16 في كأس ولي العهد على حساب أحد فريقي المؤخرة في الدوري وبركلات الترجيح (القادسية) وفريق من خارج دوري جميل (الجبيل) الذي تقدّم مرتين قبل أن يخسر في النهاية.
ما يحصل لعميد الأندية السعودية الذي ما زال يبحث عن لقب الدوري الهارب منذ موسم 2008 ـ 2009، يمكن تعريفه بظاهرة، فهذا الفريق الذي عاد إليه رئيسه الذهبي صاحب التسعة ألقاب الراحل أحمد مسعود، ليعيده إلى مكانه الطبيعي، والذي قام بدوره بعمل شبيه بالظاهرة بتأمينه مبلغاً كبيراً خلال شهرين، أمّن بآخر رمق مشاركة ثلاثة من أجانبه الأربعة في الأسبوع الأول، فيما تأخرت مشاركة التونسي العكايشي لحين وصول بطاقته الدولية، هذا الرئيس الذي شكّل مظلة الأمان لنادي الاتحاد، عاجلته المنية وهو يعمل في الميدان وخلال المعسكر الإعدادي في الخارج، ليعود النادي الكبير على شفير حفرة جديدة، وهذه المرة الغياب عن البطولة التي ميّزته عن سائر نظرائه الآسيويين، كونه أول فريق يفوز بدوري أبطال آسيا مرتين متتاليتين، والعثرة ذاتها: الديون والمستحقات لمدربين ولاعبين أجانب ومحليين والمقدّرة بـ 35 مليون ريال والتي تحول دون الحصول على الرخصة الآسيوية وبالتالي الحرمان من المشاركة في البطولة الآسيوية العام المقبل..
هذه هي حال متصدّر الدوري السعودي حالياً، يعيش في دوامة لا تتوقف، دوامة الديون والمستحقات المتأخرة، وقد برزت أصوات تنادي بترك البطولة الآسيوية والتركيز على البطولة المحلية، وربما يكون ذلك عين الصواب، لأنّ الاتحاد في مثل هذه الحالة، حالة جرّ أذيال المشقة، وبالكاد سيخوض المسابقات المحلية بوقود كافٍ، فالدوري ما زال في أسبوعه الأول بعد الشهر الأول، والفارق بين المتصدّر والرابع ثلاث نقاط فقط ونقطة فقط مع المطارد الأول، ونتائج مباراتي كأس ولي العهد لا تطمئن أبداً..
ولكن هذا "التقاعس" إذا ما بقي على صعيد "الهمة" حيال المشاركة الآسيوية، سيشكل ضرراً معنوياً للكرة السعودية على صعيد القارة، ولاسيما أنّ هذا "العجز" يضرب الفريق الأكثر فوزاً في البطولة الآسيوية والفريق الوحيد الذي حقّق اللقب مرتين منذ حوالي عشر سنوات، حتى عادله جوانزو الصيني، في حين يسعى الشهر المقبل العين الإماراتي أو شونبوك الكوري الجنوبي ليكون أحدهما في قائمة الأندية الفائزة باللقب مرتين، ولكن سيبقى الاتحاد وحده الفريق الذي حقّق اللقب مرتين متتاليتين..
والحق يُقال، إنّ حالة نادي الاتحاد في شكل عام وفي البطولة الآسيوية في شكل خاص، مؤشر مقلق جداً يعكس هشاشة أوضاع الكرة السعودية التي تشكل أنديتها أقوى دوري عربي، والتي غابت طويلاً عن المنصة الآسيوية، ولم يصل إلى المتر الأخير من هذه البطولة سوى ناديي الهلال والأهلي منذ أكثر من عشر سنوات.