لم نحتضن الأبطال.. فهل نصنعهم؟
لم تكن السعودية بين الدول العربية الثماني التي نالت ميداليات في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، بل كانت بين 15 دولة خرجت بخفي حنين، فلم يحقّق أي من الرياضيين السبعة أي نتيجة تُذكر، وقد يكون الأمر عادياً لدولة لم تحصد سوى ثلاث ميداليات خلال 12 مشاركة أولمبية ليس بينها ذهبية (فضية وبرونزيتان)، ولعلّ هذا النتاج عادي قياساً بعدد الميداليات الضئيل للدول العربية (108 ميداليات) خلال حوالى تسعة عقود (88 عاماً).
والسعودية مثلها مثل باقي الدول العربية الأخرى التي تنتظر الغلال في مواسم الشح الدائمة من غيمة عابرة تحمل في كل مرة خامة بطل أو بطلة. ومع مرور هذا الزمن المديد، ومع تبدّل الشعارات التي تحل محل الخطط والدراسات والأبحاث، من "احتضان الأبطال" وصولاً إلى "صناعة بطل أولمبي"، بقيت الآمال معقودة على مهارة فردية خارقة من طينة العويطة والكروج والمتوكل وبولمرقة وشعاع..
صناعة بطل أولمبي، مشروع عايشناه في لبنان مع رائد نهضة كرة السلة الراحل أنطوان شويري التي قدّم دراسة تُفضي إلى إنتاج بطل أولمبي برأسمال قدره مليون دولار، ولكن المنية خطفت صاحب المشروع فدُفن معه.
صناعة بطل أولمبي، أنتجته أكاديمية إسباير في قطر فحصد معتز برشم أول فضية عنابية في تاريخ المشاركات الأولمبية، ولكن مع هذه الإمكانات الهائلة وبعد هذا "العمر" أقول إنه العدم..
صناعة بطل أولمبي في السعودية، أُدرج ضمن برنامج (ذهب 2022)، وغلال القطاف الأول المأمول المركز الثالث آسيوياً، وهذا ما أطلّ به الأمير عبدالله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة تحت شعار: الرياضة صناعة واعدة ومستقبلها في السعودية يحمل الكثير من التفاؤل..
قد يكون الأمير عبدالله بن مساعد الأكثر تفاؤلاً بنجاح برنامج ذهب 2022، وفي الوقت نفسه الأكثر تشاؤماً، وهذا ما عبّر عنه حين صارح رؤساء الاتحادات الرياضية بأن نتائج الرياضة السعودية لا تليق باسم المملكة ولا توازي الإمكانات المتوفرة للاتحادات. ومن هنا، حين ذهب إلى ريو دي جانيرو على رأس البعثة السعودية، لم ينتظر بواقعية حصد الميداليات، وربما كان هناك بصيص أمل لو لم يُبعد العداء يوسف مسرحي بسبب تناوله المنشطات.
والحق يُقال، إنّ العداء مخلد العتيبي لم يُشِر إلا إلى الواقع حين تحدث عن قلة التخطيط، أما الأمير عبدالله بن مساعد فتحدث عن المستقبل بثقة كبيرة، حين قال ستكون آخر مشاركة خجولة.