2016-08-19 | 03:47 مقالات

لا احتراف ولا احترافية

مشاركة الخبر      

علينا أن نعترف بأ ّ ن الدوري السعودي الذي رست تسميته على "جميل"، والذي ُ يعد أقوى دوري عربي، والمصنّف عالمياً في المرتبة الثانية من حيث الرعاية والحضور الجماهيري وأيضاً من حيث تميّزه فنياً وإثارته، (حسب ما جاء على لسان محمد النويصر الرئيس السابق لرابطة دوري المحترفين ونائب رئيس اتحاد القدم السعودي)، لا يزال في المستوى العادي جداً من حيث الاحتراف الكامل فيما يتعلق باللاعبين، برغم اتخاذ خطوات عدة نحو استكمال العوامل الناقصة الهامة الأخرى، ومن حيث الاحترافية في العمل الإداري في الأندية وحتى في مجلس إدارة اتحاد الكرة.

وليس أ ّ دل على ذلك، في هذين المجالين: الاحتراف والاحترافية، سوى التخبطات في عمليات التعاقد مع اللاعبين والمدربين الأجانب وهدر أموال طائلة سرعان ما تذهب سد ً ى وبعد أسابيع وأشهر على الأكثر من تاريخ التعاقدات.

وقد يكون تخلي مدرب النصر الكرواتي ماميتش عن اللاعب الألباني ميها خير مثال، فقد تعاقد معه النادي العالمي هذا الموسم وهلّل له ولسجله ولمؤهلاته الفنية العالية وأبرزها التسديدات الثابتة البعيدة والقصيرة، وهو ُ يعد من أفضل اللاعبين في العالم الذين يجيدون ذلك.. ولكن المدرب الجديد رفضه قبل أن يراه يلعب، كما رفض البولندي أدريان الذي نال لقب أفضل لاعب أجنبي في السعودية وح ّ قق مع النصر بطولاته الثلاث.. وربما يكون ذلك "مدروساً" خاصة متى علمنا أ ّ ن المد ّ رب الكرواتي استبدل هذين اللاعبين باثنين من أبناء جلدته.

لقد انطلق الدوري السعودي ال 40 هذا الموسم بدعسة ناقصة، إذ إ ّ ن الأهلي البطل وحده من بين أندية المقدمة هو الذي أنهى جميع شروط التسجيل بتسديد الرواتب حتى نهاية شهر يونيو حزيران، ليكون النادي الرابع من بين 14 نادياً التي نجت من شرط مديونيات الأندية، فعدد من الأندية "العاجزة" أنهت شروط تسجيل اللاعبين الجدد قبل 24 ساعة من أول لقاء لها في الدوري مثل نادي الوحدة، فيما عجز نادي الشباب عن ذلك، مما أعطى فرصة ل"المتربصين" بمدربه الجديد سامي الجابر للشماتة من التعادل في عقر الدار أمام القادسية، في حين أ ّ ن الأخير لم يتسلّم بطاقة لاعبه البرازيلي الجديد تياجو بيريزا.

وتتجلى الاحترافية الضبابية في عدم وصول بطاقات عدد من اللاعبين الجدد بالرغم من مضي فترة من التعاقد معهم وخوضهم مباريات ودية.

فإذا ذلّل النادي عقبة تسديد الرواتب، يقع في مطب البطاقة الضالة الطريق مثل ما حصل مع الاتفاق واللاعب البوركيني كوفي الذي ما زالت مشاركته معلقة بوصول البطاقة من الزمالك. 

وبقدرة قادر حضرت الأموال في آخر لحظة وس ّ جل النصر لاعبَيه الكرواتي َ ين توماسوف وتوميشاك، ولكنه اضطر إلى الاستنجاد ب(فيفا) للحصول على بطاقة اللاعب الباروجوياني إيالا من نادي لانوس الأرجنتيني، الذي تبين أن ليس عنده حساب بنكي رسمي، في سيناريو مك ّ رر لما حصل مع البرازيلي هيرناني سابقاً.

الاتحاد بدوره وجد مفتاح الخزنة في آخر لحظة ليس ّ جل لاعبيه الأجانب، باستثناء التونسي العكايشي الذي لم تصل بطاقته، وهذا ما يعانيه الهلال مع عدم وصول بطاقة لاعبه البرازيلي تياجو ألفيس بعد تعاقده معه لثلاث سنوات.

والحق ُ يقال، إن هذا التخبط يهدد الدوري السعودي في "زعامته" ويحد من طموحه ومستقبله، فقد نرى تضارباً في تفسير بعض القوانين ومنهم اللوائح، ولكن ليس بالشكل كما هو في الأندية السعودية واتحادها، ولعل ما ردبه د. صلاح السقا على ناديين كبيرين بالقول: اللائحة واضحة ولكنكم لا تفهمون.. يلخص هذه الحالة، وإن كان المجال هنا دوري الصالات.