أنا والبطل
رحم الله البطل محمد علي كلاي، إنه واحد من الشخصيات المؤثرة في عالم الرياضة بهذا الكون. وواحد من الشخصيات المرموقة التي كان لي الشرف في إجراء حديث صحافي خاص معها.
ولكن قصة اللقاء مع محمد علي، قصة… كنت في ذلك الوقت، في السبعينات، رئيسًا للقسم الرياضي في أشهر مجلة عربية سياسية (الأسبوع العربي)، وكان من الطبيعي أن أركز على هذا البطل الذي ملأ الدنيا وشغل الناس منذ كاسيوس كلاي إلى محمد علي، بل وإن الموضوع الأول الذي نُشر في المجلة كان عنه وبعنوان: هل يسترد كلاي عرشه من فرايزر؟
وذات مرة زارني في مكتبي بمجلة الأسبوع العربي المغربي عبدالقادر المنذر وعرّف عن نفسه بأنه ممثل البطل محمد علي في الشرق الأوسط، وقدم لي ما يثبت مكانته لدى البطل العالمي، وبدأ يمدني بمواضيع خاصة عن محمد علي، ووثقت به وبمصادره وأعلمني أن البطل ينكب على تمثيل فيلم يجسد شخصية عنتر بن شداد، وزودني برسومات لمحمد علي وهو يمتطي الجواد باللباس العربي ويمتشق السيف، وبعد أن توطدت العلاقة بيننا، أعلمني المنذر أنه حدّث محمد علي عني وعن أهمية المجلة التي أكتب بها عربيًا وإسلاميًا، ونقل لي وعدًا من البطل أنه سيخصني بلقاء صحافي حين يزور بيروت.
ـ وبالفعل حصلت الزيارة وصدق محمد علي في وعده وعقد مؤتمرًا صحافيًا، وخلاله اتفقت مع المنذر ومع أحد العاملين الفاعلين في الدائرة الضيقة لإدارة محمد علي وهو اللبناني إسماعيل شبانة، على موعد اللقاء في فندق فينيسيا، وحضرت في الوقت المحدد مع زميلي المصور عدنان ناجي واصطحبت معي الزميل جوزيف حنكش سكرتير تحرير مجلة الملاعب التي كنت مديرًا لها في ذلك الوقت.
واستقبلني البطل محمد علي مثنيًا عليّ وعلى مجلتي لما قدمناه له من خدمات إعلامية في المنطقة، وحدد لي عشر دقائق للمقابلة… وبدأت بطرح الأسئلة، فيما المصور يلتقط عشرات الصور… وهنا لاحظ محمد علي أن الصور عادية وتقليدية، فأراد أن يخرج عن المألوف كعادته في كل مواقفه بحياته. فما كان منه إلا أن أخذ يلاكم مداعبًا صبيًا من أنسباء شبانة، ثم طلب إيقاف التقاط الصور وإخراج المصور…
وبعد حين أدركت سبب طلب محمد علي إخراج المصور… إذ بينما كنت أكتب الرد على أحد الأسئلة، وجدت شبانة مرميًا على الأرض واضعًا يده على خده وكفه ومبادرًا بالقول: لقد تسببت لي بهذه اللكمة، إذ عاقبني البطل على توصيفك له بالبطل الأعظم، قائلا: الله وحده الأعظم.
وبلمحٍ من البصر، أدركت «اللعبة» إذ أن محمد علي يضرب شبانة على كفه فيرتمي بحركة بهلوانية، ولكني «مشيت في اللعبة» إلى أن وقف البطل قائلاً: «وقت اللقاء انتهى.. فأكملت أسئلتي (عالواقف) فمشى ثم خلع قميصه وأنا أسأله، ثم خلع البنطلون وحين وصل إلى باب غرفته قلت: أين الكاميرا؟.
رئيس تحرير مجلة «الحدث الرياضي»