2015-12-18 | 03:51 مقالات

ياسر القائد المقاوم

مشاركة الخبر      

تليق بياسر القحطاني الرشاقة، وتليق به الوسامة، وتتزين على ساعده شارة القيادة، وتأصلت في سلوكه رغبة جامحة في الوفاء للجمهور، وفي مواصلة خدمة النادي الهلالي الذي قدم له رحاب الشهرة التي كان يفتقدها في القادسية، ورد الدين لمن دفع ثمن انتقاله مبلغاً قياسياً.
بعدما تجاوز بإرادته، المنعطف الخطير، تصدى للإصابة بتصميم على عدم الاستسلام وقاوم بالصبر طول مدة الغياب (11 شهراً)، وتحمل بصلابة فترة العلاج ومن ثم مرحلة استعادة الجهوزية الفنية والبدنية، فانصاع لنصائح الجهاز الفني في التروي قبل العودة إلى الملاعب، على الرغم من شعوره بأنه تعافى، فشارك بدايةً في المباريات الودية، وأثبت في المباراة الأولى أمام الفيصلي أنه قهر الرباط الصليبي بصنعه هدف الكعبي، ومن ثم تسجيله هدفاً في مناورة أمام الفريق الأولمبي الأزرق. وكانت المصادفة في مباراته الرسمية الأولى أن سجل هدفاً في مرمى الخليج، وهو النادي الذي سجل في مرماه آخر هدف قبل الإصابة أمام الرائد في الموسم الماضي، وفي الجولة الثانية عشرة من دوري جميل خاض المباراة الـ100 في الدوري بنسخته الجديدة (أمام هجر).
لقد أعطى ياسر القحطاني درساً في قوة الإرادة والعزم والتصميم والانتصار وقهر الذات، ورفض أن يترك الملاعب مهزوماً أمام الإصابة، فهو اعتاد أن يكون منتصراً وقائداً، وأبى أن يصل إلى نهاية المسيرة برجل عرجاء تحول دون ارتقاءاته أمام مرمى الفريق المقابل وتسجيله الأهداف الجميلة بالرأس والقدمين ومن كل الزوايا والأوضاع، فالجمهور لا يريد أن تزول من ذاكرته القناص وطريقة احتفاله بتسجيل الأهداف.
جميل أن يستدرك المرء نفسه قبل فوات الأوان، هذا ما فعله ياسر القحطاني الذي لو لم تشب مسيرته بعض المطبات، لكان وصل إلى النجومية في أوروبا، وهذا ما أكده العديد من الخبراء والمدربين الأجانب الكبار الذين زخرت بهم أندية المملكة. وعزاء ياسر أنه نال المجد والشهرة في المنطقة الخليجية والعربية، وأنه صان نفسه في النهاية كي لا يغادر قبل الأوان.
ولن يجد ياسر القحطاني إلاّ التسابق على استقطابه إن قرر أن ينضم إلى قافلة اللاعبين المتحولين إلى التحليل الكروي الفضائي بعد الاعتزال، فهو صاحب نظرة فنية اكتسبها من هذه المسيرة الحافلة، وهو صاحب إطلالة بهية وحضور قوي أمام الكاميرات، وهو صاحب صوت وصورة مميزين ناهيك عن تعلق الجماهير به.
وفي رأيي أن ياسر القحطاني سيلقى في التحليل الرياضي الصدى ذاته الذي تركه كنجم كروي كبير، إلا إذا كان نجاحه الكبير كقائد في الملعب يغريه ويدفعه ويشجعه للتدريب على غرار زميله النجم المونديالي التاريخي سامي الجابر.