كأنها أعياد من السماء
شاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن تكون فرحة أبنائه بعودته إلى البلاد سالماً معافى، فرحتين، الأولى لشفائه، والثانية لمكرمته الكبيرة وأمره بإعانات لمساعدة ذوي الدخل المنخفض والمتوسط من المواطنين بلغت 37 مليار دولار، ذهب قسم منها إلى القطاع الرياضي والشبابي، "إيماناً منا بأهمية دور الأندية الأدبية والرياضية في تقدم النهضة الشبابية، وسعياً منا في دعمها لتتمكن من أداء واجبها الأكمل لخدمة الشباب والرياضة"، كما جاء في الأمر الملكي الكريم.
هذه الانتعاشة المالية للرياضة والرياضيين ترافقت مع قرار الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بالعفو عن الرياضيين الموقوفين من لاعبين وإداريين وحكام ورفع العقوبات الإدارية والمالية عن الأفراد والأندية، وذلك ابتهاجاً وسروراً وتعبيراً عن الفرحة الكبيرة بعودة خادم الحرمين الشريفين بعد رحلة العلاج.
مكرمات وإعفاءات مفاجئة كأنها أعياد هبطت من السماء، فعامة الشعب فرحوا بالزيادات في الأجور وبإعانات البطالة والمساكن بكلفة ميسرة، والرياضيون منهم شعروا بأفراح زائدة بعودة هذا اللاعب إلى المباراة المهمة وبسيولة لم تكن في الحسبان تذلل الكثير من المشاكل والعوائق، فالمبالغ (10 ملايين ريال و5 و2) لكل ناد من الفئات الثلاث، ليست قليلة، وهي على الأقل أكثر بكثير من الإعانة السنوية لكل نادٍ من رعاية الشباب.
هذا الخير هو فأل خير للأمير نواف بن فيصل الذي يصمم على ما يبدو، على إحداث ثورة رياضية، والذي يعمل بجد وجهد وصمت لتفعيل الحركة الرياضية والشبابية في المملكة، وأتت هذه المكرمة لتعطيه جرعة معنوية كبيرة لمواصلة السعي الدؤوب كي يحقق نقلة نوعية في الميدان الرياضي.
ومما لاشك فيه أن أبناء المملكة العربية السعودية شعروا بحصانة وضمانة لمستقبلهم، لأن الأمن الاجتماعي الذي توفره حكومة خادم الحرمين الشريفين، يجعلهم في مأمن من الخضات الاجتماعية والسياسية التي تلف العديد من دول المنطقة، فإعانات الـ37 مليار دولار تشكل ميزانيات دول مجاورة، وسوف تنعكس بالطبع رضى وامتنانا وشكراً من المواطنين، كيف لا وقد جاءت هذه الإعانات من دون مطالبات.