صمود الشباب وقتال الهلال
لم نكن راضين بالطبع على أداء الفريقين السعوديين في ربع نهائي دوري أبطال آسيا، ولكنهما في النهاية حققا المراد وتأهلا إلى نصف النهائي ليكون هذا الدور مجالاً للكرة السعودية لتتمثل بفريقيها في النهائي فيكون سعودياً خالصاً، أو أن يكون أحد طرفي النهائي سعودياً، مع عدم استبعاد أن يغيب ممثلا المملكة عن النهائي.
لقد وقع الشباب والهلال في مطب الثقة المفرطة التي تقتل عادة الفريق الفائز بنتيجة كبيرة في مباراة الذهاب، ومهما نبه المسؤولون والمختصون النفسيون والإعلاميون لهذه (الآفة).
فالفائز على أرض كوريا الجنوبية بهدفين نظيفين، لا يتصور أن يخسر على أرضه وبين جمهوره، والفائز على أرضه بثلاثة أهداف نظيفة لا يتخيل أبداً أن يخسر بأربعة على أرض خصمه ولكن حسناً فعل الشباب (بصموده) في عقر داره أمام تشونبوك ومنعه من تسجيل أكثر من هدف، وقد لاقى مؤازرة من جماهير أندية أخرى، وكذلك حسناً فعل الهلال حين قاتل في الدوحة أمام الغرافة القوي الذي وضع الهلال خارج البطولة طوال 116 دقيقة، فانتفض في دقيقتين وأكمل إلى نصف النهائي بمؤازرة جمهوره الذي فاق جمهور أصحاب الأرض بآلاف.
لقد (كفّر) ياسر القحطاني عن (ذنوبه) بإهداره فرصتين على الأقل على فم المرمى القطري، وجاء الإنقاذ من البديل عيسى المحياني، ومع ذلك لعب الهلال أسوأ مباراة هامة في تاريخه، وهذا على الأقل رأي الأمير عبد الرحمن بن مساعد وسامي الجابر.
لقد أعادنا الهلال بعودته إلى المباراة، ولو في الدقائق الأخيرة، إلى تأهلات المنتخب السعودي للمونديال وفوزه ببطولات آسيا خارج أرض المملكة، وهو مطالب في هذه المرحلة أن يعيدنا إلى مشهد فوز منتخب المملكة على نظيره الإيراني في (أزادي) ضمن تصفيات المونديال الأخير.
أما الشباب فهو مطالب بأن يكمل ما حققه مواطنه الاتحاد من تفوق للكرة السعودية أمام الكرة الكورية الجنوبية، حين هزم سيونجهام بخماسية خيالية في عقر داره بنهائي دوري أبطال آسيا عام 2004 ثم هزم بخماسية أخرى بوسان في نصف نهائي 2005 علاوة على فوزه على شونبوك الذي أقصاه الشباب من هذه البطولة.
ممثلا المملكة وصلا إذاً ولو بشق الأنفس إلى نصف النهائي، ليعلنا العودة السعودية القوية إلى هذه البطولة، فهي تمثل نصف فرق هذا الدور، في حين تناقصت الفرق الكورية الجنوبية من 4 إلى 1 ليكون ممثلها الوحيد سيونجهام ممثلا وحيداً أيضاً إلى شرق آسيا التي أقصت فرق الغرب، وخصوصاً الفرق السعودية، عن البطولة في السنوات الأربع الماضية.
العودة السعودية القوية إلى نصف النهائي إضافة إلى تأهل ذوب أهان الإيراني على حساب بوهانج الكوري حامل اللقب، تعزز آمال فرق غرب آسيا في إعادة اللقب عن طريق واحد من الفرق الثلاثة: الهلال، الشباب السعوديان، وذوب آهان الإيراني.
والمهمة ملقاة على عاتق الشباب في إبعاد شرق آسيا عن اللقب وإعادته إلى الغرب فهو سيقابل (الشرقي) الوحيد سيونجهام الكوري الجنوبي.