نجمة التصفيات لم تعد خائبة النهائيات
لو عدنا إلى ما حققته إسبانيا حتى ما قبل بداية المونديال الـ19 في جنوب أفريقيا لاستغربنا كيف لا تصنف كمرشحة أولى للفوز بالمونديال، فهي بطلة أوروبا، وهي الأفضل في تصفيات هذا المونديال إلى جانب هولندا التي كانت الطرف الآخر في نهائي مونديال 2010، إذ فازت كل منهما بمبارياتهما الـ15، وسجلت إسبانيا 28 هدفاً في 15 مباراة ولم يدخل مرمى حارسها كاسياس سوى 5 أهداف.
وإسبانيا كانت أيضاً مبهرة بنتائجها في المباريات الودية التحضيرية للمونديال، ويكفي أنها هزمت كلاً من فرنسا وإنجلترا بهدفين نظيفين والأرجنتين بهدفين لهدف.. وإسبانيا قبل كل هذا هي على رأس التصنيف الشهري للفيفا، كيف لا وهي فازت في 33 من آخر 34 مباراة لعبتها وأكملت سلسلة من 15 فوزاً متتالياً.
ولعل عدم ترشيح إسبانيا لمونديال جنوب أفريقيا يعود إلى أنها عودتنا أن تكون نجمة التصفيات، وخاصة في المونديالات، ثم تخيب الآمال في النهائيات، بدليل أنها لم تتجاوز الدور ربع النهائي قبل مونديال 2010، وكان تأهلها لنصف النهائي، ومن ثم للنهائي وأخيراً الفوز بالمونديال.. للمرة الأولى.
هذه المعادلة عن "نجمة التصفيات المخيبة في النهائيات" تعززت منذ المباراة الأولى للإسبان في المجموعة الثامنة بالخسارة المفاجئة أمام سويسرا، وهي الخسارة الأولى لها أمام هذا المنتخب خلال 19 لقاء.
غير أن (الماتادور) الإسباني تحاشى السخرية بالفوز على هندوراس أضعف فرق المجموعة، ومن ثم تخطى تشيلي ليتحاشى اللقاء مع البرازيل، ولم تكن إسبانيا مقنعة بالرغم من تصدرها مجموعتها، وقد واجهت مواقف صعبة في مجموعة يفترض أن تتنزه فيها، لا أن تتأهل بضيق التنفس..
ولكن الإسبان لم يلبثوا أن أزالوا القلق لدى جمهورهم وأثبتوا أنهم يملكون تقنية لا مثيل لها ابتداء من دور الـ16, علاوة على مثلث ذهبي يتشكل من فيا وانيستا وكزافي، فأزاحوا البرتغاليين ونجمهم رونالدو، وأكملوا المشوار في ربع النهائي أمام البارجواي، ليزيلوا أكبر عقدة بالفوز على الألمان قاهري إنجلترا وروني والأرجنتين مع مارادونا وميسي، ليعطلوا الطواحين الهولندية التي لم تتوقف قبل النهائي.
وبدا أن (الماتادور) يشوي خصومه على نار خافتة، فكان الفوز في المباريات الأربع التي تعتمد على خروج المغلوب بنتيجة واحدة (0 ـ 1) ليسجل الحارس كاسياس رقماً قياسياً في الشباك النظيفة.
وبالتقنية الرائعة في مستهل دور الـ16 وبالموهبة الجماعية في النهائي، حملت إسبانيا كأس العالم للمرة الأولى، وقدمت أول منتخب يفوز بالمونديال بعدما خسر أولى مبارياته وأول منتخب أوروبا يفوز بالكأس العالمية خارج قارته، وثاني منتخب يفوز بكأس أوروبا ومن ثم بكأس العالم (بعد ألمانيا الغربية).
ومع أن المنتخب الإسباني الفائز وصف بالموهبة الجماعية، إلا أن الفوز صنعه لاعبون محددون، في طليعتهم فيا الذي كان صاحب أول ثلاثة أهداف لإسبانيا (اثنان في مرمى هندرواس وواحد في مرمى تشيلي) ثم سجل هدف الفوز على البرتغال وهدف الفوز على الباراجواي، كما صنع هدف الفوز الثاني التي أضاعها الونسو أمام الباراجواي، وأضاع فيا نفسه ركلة جزاء أمام هندوراس وتقاسم فيا صدارة الهدافين مع مولر وسنايدر وفورلان وبات أفضل هداف إسباني في النهائيات علماً أنه هداف بطولة أوروبا 2008.
ولا ننسى انييستا الذي لم تقتصر إنجازاته على هدف الفوز بالمونديال، فهو كان رجل المباراة أمام هندرواس وسجل الهدف الثاني في مرمى تشيلي، وأسهم في هدف فيا في مرمى البرتغالي وكذلك في هدف الفوز على الباراجواي ولمس الكرة في النهائي 92 مرة ونجح في نسبة 70 % في التمريرات وفاز في 24 مواجهة ثنائية.