نهج الرئيس الناجح
في بيروت وقبل أن يعلن ترشحه لرئاسة نادي الهلال تناقشت والأمير عبدالله بن مساعد في هذا الأمر بحكم الصداقة القديمة (اللقاء الأول حصل في العام 1985 في الدار البيضاء خلال بطولة كأس فلسطين لكرة القدم).
وفي بيروت أيضا استمعت لوقت للأمير عبدالرحمن بن مساعد متحدثاً عن طريقته في رئاسة النادي الجماهيري الكبير وعن أسلوبه الذي سيعتمده في كل المجالات، وعن خططه لاستمرار الهلال حاملاً للألقاب وحاصداً للبطولات.
وها هو الأمير عبد الرحمن بن مساعد يسير في الوجهة التي أكدها لي في بيروت، فالفريق حقق حتى الآن أفضل النتائج، خاصة هذا الموسم بوصوله إلى نهائي البطولات الأربع وفوزه باثنتين، وهذا إنجاز كبير حتى ولو توقف ذلك عند هذا الحد، علماً أنه الطرف الأكثر حظاً في الفوز بنهائي كأس الملك للأبطال كونه يتمتع باستقرار إداري وفني، ويضم أفضل اللاعبين الأجانب (الأرقام تؤكد ذلك) وسيكون بالطبع الأكثر جماهيرية من الاتحاد القادم من جدة، على الرغم من أن "العميد" كان جيداً أمام الشباب في مباراتي نصف النهائي، ولديه الحوافز والتصميم كي لا يخرج من المولد بلا حمص.
هذه الإنجازات على الصعيد المحلي يقابلها تصدر الهلال لمجموعته في الدور الأول برغم أنه خاض مباراته الأخيرة بفريقه الرديف، مما يؤشر إلى موسم ناجح جداً يعكس الإدارة الناجحة للرئيس والجهازين الإداري والفني.
وها هو الأمير عبدالرحمن بن مساعد يبعد الهلال عن الصخب الذي غالباً ما يغرق الفريق في متاهات ويعطي تأثيراً سلبياً ويبني أفضل العلاقات مع الأندية الأخرى، وإلا لما انتقل رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي بن غرف لاعبي فريقه بعد المباراة لنصف النهائي ذهاباً ليعانق رئيس الهلال ويدردش مع بعض اللاعبين.
وها هو الأمير عبدالرحمن بن مساعد يضع إطاراً عريضاً لأفضل العلاقات بين الأندية حين جلس إلى جانب خالد البلطان رئيس الشباب مشجعاً فريق بلده أمام باختاكور الأوزبكي في ختام الدور التمهيدي لدوري أبطال آسيا.. بعدما كان وجه رابطة مشجعي الهلال لمؤازرة فريق الشباب في البطولة ذاتها.
وحتى حين خرج الأمير عبدالرحمن بن مساعد عن تعهداته بعدم مهاجمة الحكام، فإنه لم يخرج عن حدود اللهجة الدافئة والانتقاد المعتمد على أدلة.
ولم يوظف الأمير عبدالرحمن بن مساعد الأخطاء التي أضرت بالهلال بمجالات عدة، في مجالات إعلامية، ولا في حملات تطال اتحاد كرة القدم، بل تعامل مع اتحاد الكرة والرئاسة العامة لرعاية الشباب كمرجعيتين رسميتين متبعاً الأصول في التخاطب والتحاور والنقاش.
لقد أثبت الأمير عبدالرحمن بن مساعد أنه ربان ماهر للسفينة، لا يترك أي ثقب فيها يأخذ مداه لتصبح عرضة للغرق، ولنأخذ مثلاً كيف تعامل مع (أحجيات) خالد عزيز.. فهذا اللاعب لو كان في غير الهلال لكان الآن أبعد إنسان عن كرة القدم.
وانظروا كيف يرد رئيس الهلال على منتقدي الفريق، فيستخدم الأرقام لدحض آرائهم، فرد على من قال إن مستواه متذبذب مذكراً أن نيفيز سجل 15 هدفاً وصنع 17 فكيف يكون مستواه هابطا؟
لقد قدم الأمير عبدالرحمن بن مساعد نموذجا للرئيس الناجح المنفتح المتعقل المتبصر.