الاتحاد العربي ماذا بعد؟
قبل عام تصرف الأمير سلطان بن فهد بحكمة حين طالب بتأجيل انتخابات الاتحاد العربي لكرة القدم مدة عام لأن موعدها كان في أعقاب انتخابات عضوية المكتب التنفيذي للفيفا عن آسيا التي أوجدت انقساماً عربياً تجلى في التنافس بين شخصيتين عربيتين بل خليجيتين، ولم تكن ذيول ذلك الانقسام قد زالت بعد حين جاء استحقاق انتخابات المكتب التنفيذي للاتحاد العربي.
الثمرة الإيجابية لذاك التأجيل كانت سحب رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام ترشيحه لانتخابات رئاسة الاتحاد العربي، وإجماعاً عربياً على تزكية الأمير سلطان بن فهد للرئاسة مدة أربع سنوات وتزكية الأمير نواف بن فيصل (نائب الرئيس التنفيذي) وإجراء انتخابات نزيهة بدون أي شائبة وبتغييرات واضحة في المكتب التنفيذي بدخول أعضاء جدد، بعدما كان تم تعيين أمين عام جديد (سعيد الجمعان خلفاً لعثمان السعد).
لقد كانت خطوة هامة أن تجري الانتخابات متجاوزين عقبة الانقسامات، بانتظار أن تحل (عقبة) تسمية رؤساء اللجان، وهنا كانت حكمة الأمير نواف بن فيصل بتأجيل ذلك ليتولى الأمير سلطان إنجاز هذه المهمة على طريقته التوفيقية المعهودة، ريثما تكون ذيول نتائج الانتخابات قد بردت.
ولكن ماذا بعد انتخاب مكتب تنفيذي من القديم والجديد؟
هل سيصبح الاتحاد العربي أكثر فعالية ولاسيما بعد دخول عدد كبير من المطالبين بالتغيير في الأسماء والنهج؟
وهل أعد هؤلاء برامج وخططاً للتطوير وهل اتفقوا على الإقلاع عن مقاطعة بطولات الاتحاد العربي، وإعطائها بعض الأولوية كما باقي البطولات، وهل سيشارك الجميع بفعالية في إيجاد مصادر الدخل ولاسيما بعدما زالت الشركة الراعية؟
هل سيتوصل المكتب التنفيذي العنيد إلى صيغة لإزالة التضارب بين البطولات العربية والبطولات الآسيوية والأفريقية، وهل سينجح في توفير المبالغ المغرية للفرق الفائزة كي لا تتهرب الأندية الكبيرة والجماهيرية من المشاركة.
وهل سيكون المكتب التنفيذي فاعلاً في كل الأمور، فلا يتركها على الرئاسة فتبقى كما كانت، ليكون التغيير فقط في بعض الأسماء والمناصب، ولتنتهي كل (همروجة) التغيير والتطوير، بانتهاء الانتخابات، و(يمضي كل إلى غايته).
لقد حصل التغيير الذي كان سيحصل العام الماضي فيما لو أقيمت الانتخابات في وقتها، ولكن هذه المرة جرت الأمور بتعقل، خصوصاً لجهة الإجماع على المظلة الراعية والضامنة لبقاء الاتحاد العربي واستمراره وتطوره.
ولكن هذا (التعقل) خرج عن عقاله في بعض الحالات، وأبرزها تغييب أحد رموز الرياضة العربية وبطريقة أقل ما يقال فيها أنها توازي فكرة الترشح مقابل الأمير سلطان بن فهد على رئاسة الاتحاد.
وإذا كان لذيول انتخابات تنفيذية الفيفا عن آسيا أثر تمثل بإسقاط الشخصية الخليجية المرموقة المنتمية إلى بلد من نافس في تنفيذية الفيفا، وكذلك الأمر بالنسبة للخصم في شمال أفريقيا في انتخابات تنفيذية الفيفا عن أفريقيا، فهل في إبعاد المغرب وتونس مصلحة للاتحاد العربي وللكرة العربية؟
لقد شفعت مقولة (مصر أم الدنيا) لرئيس اتحاد الكرة المصري، وكان يجب أن تشفع اعتبارات أخرى لأشخاص آخرين وبالأحرى لممثلي دول أخرى لها وزنها الفني والجماهيري، وكان على الذين أداروا اللعبة الانتخابية وأمسكوا بها أن يوزعوا مراكز المكتب التنفيذي بمراعاة أكثر للدول الفاعلة، هذا إذا كنا نريد فعلاً بطولات عربية قوية ومتطورة.