تأخر ضعفاً أم تقدم
هل تأخر الدوري السعودي في تصنيف الاتحاد الدولي للإحصاء والتاريخ للعام 2009 أم تقدم؟
سؤال طرح بعد التصنيف الأخير الذي تراجع فيه مركز الدوري السعودي بنسبة الضعف، فمن المركز 16 عالمياً إلى المركز 32 (النصف تماماً).
ولكن الحقيقة هي أن الدوري السعودي تقدم بنسبة الضعف (تقريباً) لأنه كان في العام 2008 في المركز الـ65 وها هو يتقدم إلى المرتبة الـ32 .
فالمرتبة الـ16 كانت لنصف سنة، أما المرتبة الـ32 فهي للسنة الكاملة، وهنا مكمن اللغط، وهذا ما كان يجب توضيحه في حينه، والإضاءة على اختلاف بدء مسابقات الدوري بين قارة وأخرى وبين بلاد وأخرى، فتأتي فترة الكثافة هنا والقلة هناك، وفي ضوء ذلك تتوزع النقاط، وبالتالي تتأرجح المراكز.
حين أعلن أن الدوري السعودي احتل المرتبة الـ16 عالمياً، كانت دوريات أخرى في الوطن العربي سبقته في فترات من العام قبل الماضي، ومنها الدوري في اليمن والدوري في لبنان!! وهذا أمر كان كافياً لوضع أكثر من علامة استفهام حول هذه التصنيفات ولو جاءت من جهة تتظلل بفيء الاتحاد الدولي (الفيفا).
ومتى عرف السبب بطل العجب، فلم يكن ذاك التصنيف إلا لفترة وجيزة استفاد منها الدوري في لبنان واليمن حسب كثافة النشاطات والمشاركات الأولية في البطولات القارية، وما لبث الدوري في لبنان وفي اليمن أن غابا واحتجبا، وكذلك بعض الدوريات العربية الأخرى، التي سبقت الدوري السعودي في ذاك العام.
التصنيف السنوي إذاً أظهر أن الدوري السعودي ارتقى في شكل كبير على الصعيد العالمي، وبقي الأول عربياً وتراجع في الثاني إلى الثالث آسيوياً وذلك بفارق قليل عن الدوري الكوري الجنوبي وهذا عائد إلى فوز بوهانج على الاتحاد في نهائي دوري أبطال آسيا هذا العام.
هذا التقدم الواضح للكرة السعودية لم يأتِ من فراغ وهو ثمرة هيئة دوري المحترفين التي كانت ثمرتها الأولى تأهل أربعة أندية سعودية على دوري المحترفين في آسيا، علماً أن أندية آسيوية قليلة تأهلت بهذا الكم، وهذا الإنجاز كانت مكافأته جائزة أفضل رعاية في الدوريات العربية. وبالأمس القريب افتتح الأمير نواف بن فيصل البوابة الإلكترونية في ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة، وهذا ما نوه به الاتحاد الآسيوي كون الاتحاد السعودي هو الأول في المنطقة الذي يستخدم البوابات الإلكترونية في دوري أبطال آسيا.
وتتوالى خطوات هيئة دوري المحترفين في الطريق إلى استكمال كافة شروط الاحتراف الكامل حسب مخططات الاتحاد الآسيوي، فالكراسي ركبت في المدرجات، والمراكز الإعلامية في الملاعب أصبحت في المراحل الأخيرة من العمل. وتسير هيئة دوري المحترفين بخطى حثيثة نحو تنفيذ برنامج الأمير سلطان بن فهد لتطوير الكوادر البشرية السعودية، فبعثت إلى إيطاليا 23 حكماً في إطار حكام المستقبل وسترسل إلى إيطاليا أيضا في الأسبوعين المقبلين 20 مدرباً لإعدادهم للمستقبل، وهناك 7 طلاب سعوديين بين 30 مقعداً في العالم يتدربون في لندن في مجال الإحصاء، إضافة إلى طالبين اثنين يدرسان ماجستير (فيفا ماسترز).
مثل هذه الأعمال توصل بالطبع إلى هذه المراكز المتقدمة في التصنيف العالمي.. والأولى في الوطن العربي.