من يشغل بال (العميد)؟
تزداد قناعاتي بأن نادي الهلال يكاد يكون النادي السعودي الوحيد له كيان لا يتزعزع وله رجالاته الذين لا يتركونه حتى بعد ما تنتهي مدة رئاستهم أو تحملهم مسؤوليات أخرى.
هذه القناعات تزداد حين أتابع المشاكل التي تعصف بهذا النادي أو ذاك وآخرها نادي الاتحاد عميد الأندية السعودية والذي حقق للكرة السعودية أفضل النتائج على صعيد دوري أبطال آسيا في حلته الجديدة بفوزه بها مرتين، وهذا ما لم يحققه غيره، إضافة إلى وصوله لنهائي هذا الموسم، وتمثيله آسيا والمملكة في بطولة أندية العالم.
إنجازات الاتحاد الآسيوية والعربية والمحلية في السنوات الماضية كان عرابها منصور البلوي الذي يبدو أنه (طلق) الرياضة وهجر الاتحاد بعدما صرف عليه ما صرف، وسط شكوك في جدية هذا الابتعاد وأبعاده: هل هو قرار نهائي أم تكتيكي؟
ويبدو أن البعض لا يريد أن يترك البلوي وشأنه، فلم يوفروا حدثاً سلبياً يحصل في النادي، من دون الغمز من قناته، حتى أن البلوي بات مسؤولاً عن (تهورات) محمد نور في الملعب وخارجه، وصار هذا النجم متهماً دائماً سواء كان على حق أو الحق عليه.
وينبري الإعلام (المضاد) للاتحاد ليصور هجوماً على الرئيس الجديد وعلى النادي، مرة حين خسر النادي نهائي الأبطال الآسيوي، ومرة حين استبعد محمد نور من قائمة أفضل لاعب في آسيا، والآن حين تلقى (العميد) خسارته الثانية على التوالي في دوري زين بعد انتصاراته الخمسة المتتالية، ليصبح على مسافة بعيدة من الهلال المتصدر، وحتى ولو فاز في مباراتيه المؤجلتين.
والواضح أن الاتحاد يرزح منذ مدة تحت الضربات المتتالية، منذ خسارته في البطولة الآسيوية وإقصاء نجمه نور عن لقب الأفضل في القارة، وكان الانعكاس الخطير على أدائه في الدوري، إذ يبدو أنه ذاهب إلى خسارة ثالثة على التوالي، بعد الخسارتين أمام الشباب والاتفاق، إذ سيلعب (ديربي) جدة ناقصاً أفضل العناصر: نور وكريري وتكر، وربما استمر حرمانه من نور في (الكلاسيكو) أمام الهلال، وهما المباراتان اللتان ستحددان مسيرة الاتحاد في الدوري وأمر بقائه في المنافسة أو ابتعاده نهائياً.
الاتحاد مشغول البال.. فرئيسه قد يبتعد بسبب الضغوط الكبيرة ورئيس أعضاء الشرف السابق أعلن الابتعاد نهائياً، والكل يشتغل بالكل من قريب أو من بعيد، والانعكاس السلبي لا يجد سبيلاً إلا إلى أرض الملعب.
الهلال (المسرور) بما آلت إليه حال الاتحاد والسائر بقوة نحو اللقب، لم ينم يوماً إلا قرير العين، فلا يشاهد المنامات الموحشة عن الانقسامات، وقد يجاريه في ذلك نادي الشباب الذي يشهد استقراراً إدارياً مستمدا منً ثبات رعاية الأمير خالد بن سلطان، ومن رئاسة خالد البلطان الذي انغمس في معمعة الكرة بعدما كان لفترة طويلة متردداً ومتذمراً ومنتظراً لإشارة الخروج التي لم تأتِ من الرئيس الفخري.
الهلال والشباب إذاً مرشحان منطقيان للتنافس الثنائي إلا إذا عاد الاتحاد غير مشغول البال.