ليست اسما على مسمى
الإعلام السعودي كان محرجاً في موضوع استبعاد نجم المنتخب ونادي الاتحاد محمد نور عن المنافسة على جائزة أفضل لاعب آسيوي، إذ أن اختيار القطري خلفان إبراهيم خلفان في 2006، أحدث حملة شعواء في هذا الإعلام ضد الاتحاد الآسيوي،على الرغم من أن هذا الاتحاد كان منح اللقب قبل ذلك إلى حمد المنتشري (2005) ونواف التمياط (2000) وسعيد العويران كأول لاعب في القارة يحصل على هذا اللقب (1994).
الإعلام السعودي، الذي كان معتدلاً في موضوع عدم اختيار محمد نور بل استبعاده من التصفية النهائية، كان سيضع نفسه في حالة الإحراج لو اقتبس الأسلوب الهجومي إياه عام 2006، لأن الفائز في 2007 هو السعودي ياسر القحطاني.. وبذلك نأى الإعلام السعودي بنفسه عن الاتهام بأنه يطلق العنان لأهوائه، فمتى كان الفائز سعودياً أيد وبارك، ومتى كان غير سعودي انتقد وهاجم.
ومما لا شك فيه أن محمد نور هو الأفضل على الساحة الآسيوية هذا العام، ولكن إقصاءه عن جائزة الاتحاد الآسيوي لا لبس فيه طالما أن بعض المسؤولين في الاتحاد السعودي أقروا بطريقة غير مباشرة بصحة هذا الاستبعاد، حيث نقلوا عن لسان سكرتير الاتحاد الآسيوي بأن نقاط نور القليلة هي السبب الرئيسي في عدم اخيتاره وإبقائه في السباق حتى النهاية. ولعل عدم خوض المنتخب السعودي لتصفيات أمم آسيا بسبب تأهله المباشر كونه وصيف البطل، هو ما حرم اللاعب السعودي الكبير من جمع المزيد من النقاط، فيما كان هذا الأمر متاحاً للاعبين العربيين الآخرين اللذين بقيا ضمن لائحة الخمسة المرشحين للفوز باللقب (السوري فراس الخطيب والبحريني سيد محمد عدنان).
وفي هذه العجالة، أقول إن رئيس نادي الاتحاد الدكتور خالد المرزوقي لم يكن موفقاً في تصريحه بأن محمد نور لم يخسر الجائزة، بل الجائزة خسرت محمد نور.. وهذا ما يعيدنا إلى خطأ نادي الهلال من قبل حين تلكأ اللاعب الكبير سامي الجابر عن حضور حفل العام 2005 لعلمه مسبقاً بأنه ليس الفائز، وبقي مصراً حتى بعدما علم أن مواطنه حمد المنتشري هو الفائز.. خطأ الهلال كان في القول إن سامي الجابر أكبر من الجائزة الآسيوية.
في كل حال، إن تسمية (أفضل لاعب في آسيا) باتت خطأ شائعاً، فالجائزة تعود إلى أفضل لاعب في البطولات الآسيوية وليست في آسيا، لأن آسيا تتضمن بطولات عديدة أخرى خارج بطولات الاتحاد الآسيوي الأربع، علاوة على المسابقات المحلية المتعددة، وهي مسابقات لا بد من أخذها بعين الاعتبار في مسابقة الاتحاد الآسيوي إذا أردنا أن تكون تسمية أفضل لاعب آسيوي منطبقة على الواقع واسماً على مسمى.
من هنا يجب أن نقر بأن غياب السعودية عن جوائز الاتحاد الآسيوي كليا، ليس مستغرباً في ضوء المقاييس والمعايير التي تقوم عليها هذه الجوائز.. وذلك طبقاً للنتائج السيئة للكرة السعودية في هذا الموسم، فلا المنتخب تأهل للمونديال ولا كان نور ضمن المنتخب في كل المباريات، بالتحاقه به متأخراً، ولا الاتحاد حقق اللقب الآسيوي وإن كان صاحب أفضل النتائج، ولا الحكام السعوديون برزوا على الساحة، فهم بالكاد يقودون مباريات الدوري المحلي ولا هناك مدربون مواطنون.