نحو الأفول
لولا انحصار إحدى بطاقات أفريقيا الخمس بين الجزائر ومصر لكان احتمال أن يكون مونديال جنوب أفريقيا بلا أي فريق عربي قائما.. فالمنتخب التونسي الذي حافظ على تواجده في بطولات كأس العالم الثلاث الماضية, عجز عن المحافظة على شباكه نظيفة في المباراة الحاسمة أمام موزمبيق سبع دقائق إضافية، ليتنازل عن المعقد الخامس لنيجيريا التي حققت هدف الفوز على كينيا قبل نهاية المباراة بسبع دقائق.. لتكون على التوالي، ولتكون بالتالي الدقائق القاتلة التوقيت الذي يخرج فريقين عربيين من سباق المونديال الجنوب أفريقي، بعدما كان المنتخب السعودي خسر المباراة الفاصلة في الملحق الآسيوي أمام نظيره البحريني في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلا من ضائع..
وقبل تونس كانت المغرب قد ودعت المونديال بخيبة أمل كبيرة إذ لم يفز منتخبها بأي مباراة مكتفيا بثلاث نقاط وثلاثة أهداف من ثلاثة تعادلات وخسارتين إحداهما على أرضه، ليواصل "أسود الأطلس" الغياب عن المونديال الثالث على التوالي..
ولكن التمثيل "الأفريقي" وإن تضاءل هذه المرة يبقى أفضل من التمثيل "الآسيوي" بالنسبة للكرة بعدما كان الأمل الأخير مرتبطا بالفريق الذي بات معتادا على سلوك طريق الملحق، نعني به فريق البحرين الذي يبدو أنه ظل أسيرا لعقدة خسارة النقاط على أرضه بتضييعه فرصا عدة لا تضيع في مباراة الذهاب أمام نيوزيلندة في المنامة مكتفيا بالتعادل السلبي، بعدما كان حقق التعادل في ملحق مونديال 2006 على أرض ترينيداد وتوباجو ليخسر على أرضه بهدف يتيم.. وجاءت إضاعة منتخب البحرين لركلة الجزاء في هذا الملحق على أرض نيوزيلندة يستحق تسمية "هدار الفرص".
هذا التفوق لعرب أفريقيا سيبقى سببه الرئيسي لسنين طويلة انعدام احتراف لاعبي عرب آسيا في الخارج خاصة في أوروبا بخلاف كثافة احتراف لاعبي عرب أفريقيا في أوروبا خصوصا.
ومهما تقدمنا في آسيا على جبهة الاحتراف الداخلي واستوفينا الشروط باضطراد، فإن ذلك لن يوصلنا إلى مجاراة الأفارقة ولا حتى شرقيي آسيا طالما أن الأندية العربية الآسيوية، خصوصا الخليجية، لم تستوعب بعد أن التضحية في المصلحة الخاصة الآنية هي السبيل الأهم لنصل إلى تمثيل دائم في المونديال بل إلى إثبات الوجود الدائم في النهائيات فلا يبقى الأمر متوقفا عند فلتة الشوط السعودية في تأهلها الأول والأخير للدور الثاني في مونديال 1994م.
والوضع مماثل على صعيد بطولات الأندية, فأندية عرب أفريقيا تهيمن على بطولات القارة السمراء، في حين أن أندية عرب آسيا مازالت تنكفئ في دوري أبطال آسيا للمحترفين، فها هي تغيب للمرة الرابعة على التوالي بخسارة الاتحاد جدة أمام بوهانج هيمنت على البطولات الثلاث الأولى..
وحتى على صعيد دوري أبطال العرب، استمر الغياب للمرة الرابعة على التوالي، وأكثر من ذلك، فقد اقتصر نصف النهائي الأخير على الفرق الأفريقية..
وباستمرار غياب مصر عن المونديال منذ 1990 والمغرب للمونديال الثالث على التوالي.. وبعد الغياب الأول لتونس إثر المونديالات الثلاثة الأخيرة والسعودية عن الأربعة الأخيرة، وغياب التمثيل العربي الآسيوي للمرة الأولى منذ 27 عاما.. يطرح السؤال نفسه: هل سيصبح كأس العالم خلوا من التواجد العربي.. وهل تكون الجزائر آخر ممثلة للعرب؟