جوائز تناقض أهدافها
لم تخرج جائزة أفضل فريق وأفضل لاعب في كل جولة من جولات دوري زين في الشهر الأول، عن نطاق ناديي الهلال والنصر ولاعبيهما... وهذا أوضح دليل على أن هذه الجائزة لا تذهب إلى الفريق الأفضل، واللاعب الأبرز حسب ما يحصل على الأرض، بل إنها تفضي إلى نتيجة واحدة وهي أن جماهير هذين الناديين الكبيرين في العاصمة، هم وحدهم المتفاعلون مع هذه الجائزة لسبب واحد فقط، هو الحساسية الزائدة وغير المعقولة في كثير من الأحيان..
فهل يعقل ألا يكون ناد آخر غير هذا الثنائي العاصمي تألق طوال تلك الأسابيع الأربعة؟ وهل أن جماهير ناديي الاتحاد والأهلي قطبي جدة تتقاعس عن "نجدة" نادييهما أو لاعبيهما..؟!
وهل أن نادي الشباب الذي يفرض نفسه منافسا كبيرا على اللقب سيبقى هو ولاعبوه بدون أي جائزة لأنه لا يتمتع حتى الآن برغم بطولاته وتألقاته بجمهور عريض؟
وهل أن ناصر الشمراني مهاجم الشباب وزميله الانجولي فلافيو اللذين سجل كل منهما ثنائية لا يستحقان لقب أفضل لاعب طالما أن لقبي أفضل فريق وأفضل لاعب غير متلازمين بدليل فوز النصر ولاعب الهلال أحمد الفريدي بجائزتي الجولة الرابعة..!!
بل هل أن مهاجم الاتحاد نايف هزازي صاحب "الهاتريك" الوحيد حتى الآن لا يستحق الجائزة (لا هو ولا فريقه) الذي فاز بسباعية..؟!ّ
الأمثلة كثيرة على تألق هذا الفريق وذاك اللاعب، وذهاب الجائزة إلى غيرهما.. بالرغم من عدم المطابقة على أرض الواقع.. وسيبقى الوضع على ما هو عليه طالما أن الآلية في الاختيار تقتصر على الجمهور وهمته وانتماءاته وأهوائه..
ولن ينفع التعديل الذي أجرته هيئة دوري المحترفين على الشروط، وإن كان تدبيرا خجولا للحد من دوافع العاطفة.. وكذلك لن يجدي المقترح الذي تقدم به خالد البلطان رئيس نادي الشباب لتغيير آلية الجائزة وذلك بتقسيم المبلغ المالي على الفائزين الثلاثة الأوائل بعد رفعه.. فهذا لن يتيح أبدا لفريقه ولأي من لاعبيه الجائزة الأولى..
وفي رأيي أن آلية الاختيار، وهي التصويت برسالة عبر الهاتف، تتناقض كليا مع الشراكة بين زين للاتصالات راعية الدوري وبين هيئة دروي المحترفين. لأن "بث روح المنافسة الشريفة بين اللاعبين والأندية" لن يتحقق طالما أن الربح المالي هو الهدف الأول لهذه الجائزة..
لذا فإن العدالة لن تتحقق إلا إذا أصبح تأثير التصويت الجماهيري لا يشكل أكثر من نسبة 10 بالمئة و20 على أبعد تقدير.. ولابد من اعتماد المعايير المنطقية التي تراعى ما يبذله اللاعبون وما يحققه الفريق على أرض الملعب..
وقد تكون شهادتي في جوائز (موبايلي الرياضية) مجروحة، ولكن هذه الآلية تحقق التوازن وتصيب الواقع إلى حد بعيد بالطبع فإن الكمال لله وحده عز وجل..
أعتقد أن المحللين والنقاد والمتابعين لمباريات الجولات الأربع في دوري زين للمحترفين مقتنعون بأن حصر الجوائز بناديين فقط وبلاعبيهما أيا يكن موقعهما في الدوري يجافي الواقع. فكيف إذا كان أحد هذين الناديين لم يجمع سوى 5 نقاط من 12 ممكنة ويبتعد بـ7 نقاط عن متصدر الدوري الذي لم يظهر اسمه ولا اسم أي من لاعبيه بعد في قائمة جوائز الأفضل، كما أن لاعبا في الفريق الفائز ذاته كان الأفضل في الجولة الثانية برغم أنه سجل خطأ في مرمى فريقه ونال الشفاعة بتسجيله هدف التعادل.